الاثنين، 9 يناير 2012

دروس من دراجتي

اليوم ركبت دراجة بلا سنادات أخيراً! أماني و بطيخة و أمير و سامي كانوا يسخرون مني دوماً ؛لأني لم أكن أعرف كيف أركب دراجة بدون سنادات .ماما تخاف علي جداً و لذلك لم تكن تتركني أبداً لأركب دراجة كأصدقائي و عندما كانت تجعلني أركبها، كانت تقف بجواري و تركبني دراجة بسنادات مثل الأطفال الصغار و كان الجميع يضحكون علي ، حتي الأطفال الأصغر مني سناً.و ماما لم تكن تبالي و تقول أنها تخاف علي ؛لأني ابنتها الوحيدة ، أما أصدقائي فلهم أخوة و أخوات. ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
و لكن اليوم أخيراً جعلتني أركب دراجة وحدي و بدون سنادات! لا أصدق، أخيراً! استمتعت جداً بركوب الدراجة و أهم شيء أنني تعلمت من دراجتي الجديدة الحرة من السنادات دروس تحفة! أجل تعلمت منها دروس تحفة لحياتي و أحلامي و زرعتي! (استاذة بسمة قالت لي أن علي أن أحاول أن أفكر في دروس جديدة أتعلمها في الحياة من كل تجربة جديدة أقوم بها )
عندما ركبتها في البداية كنت متحمسة و قلقة ، و أنظر أسفلي و بقت ماما تقولي لي أن أنظر أمامي و أمضي .و لما نظرت أمامي بدون خوف و توقفت عن النظر أسفلي سرت كثيراً بدراجتي بسرعة ،و عندما عدت أنظر أسفلي بدأت أفقد سيطرتي علي دراجتي و كدت أسقط ، و أوقفت دراجتي بقدمي .عدت أقودها من جديد رغم أن ماما خافت علي كعادتها و نظرت أمامي فمضيت بسرعة و لم أسقط.
تعلمت درساً رائعاً من هذه التجربة ،أنني عندما أخاف و أنظر أسفلي للمخاطر التي تواجهني و تقف أمام أحلامي سأتعثر و لن استطيع تحقيقها و لا المضي قدماً نحوها . بينما اذا لم أخف و لم أنظر الي مخاوفي و مضيت أنظر أمامي بعيداً نحو أحلامي فسأمضي نحوها بسرعة و بثقة و لن أسقط أبداً.و عندما أعود لأتردد في الوصول الي هدفي و أخشي العقبات ،فسأعود أنظر أسفلي و أتعثر و أسقط.
مؤكد البلاد التي تخاف أن تنهض و تخاف العقبات لن تنجح في الوصول الي هدفها ،و لكن البلاد التي لا تخشي شيئاً و لا تنظر أسفلها تجري بسرعة لتمسك بأحلامها.زرعتي مثلي ، عندما أسقيها بدون خوفي و أجعلها تنظر معي الي الأمام و لا أجعلها تلمح و لو للحظة ما أسفلها ،حتماً ستنمو و تنمو و تنمو بسرعة البرق ،و بدون أن تذبل. و لكن اذا نقلت خوفي لزرعتي و ترددت في رويها لن تكبر بسرعة و سيتعثر نموها و قد تموت.
دراجتي علمتني أيضاً أن أكون حريصة و أنا أغير اتجاهي يميناً أو يساراً ، فلما كنت أحود بدراجتي يميناً أو يساراً بدون حرصي كانت دراجتي توشك أن تسقط . لم أعتد ذلك عندما كانت لدي سنادات و لكني –علي أي حال- لن أمضي الي أحلامي مستندة علي سنادات أو عكاز ، بل سأمضي و أنا شجاعة معتمدة تماماً علي قدرتي علي الاتزان و التقدير. تعلمت أن أكون حذرة ، فعندما أغير اتجاهي بحذر لا بشكل مفاجئ يكون الأمر بسيطاً و بعد قليل تعتدل دراجتي و تعرف اتجاهها الجديد فتمضي فيه بسلاسة و سرعةو ثقة. عندما أريد أن أغير شيئاً في اتجاه نمو زرعتي يجب أن أكون حذرة عليها ،هذا هو الدرس.
اّخر درس هو المطبات ! عندما كنت أسير بدراجتي و جئت أصعد المطب بالدراجة مضت دراجتي بسرعة مبالغ فيها ،و وجدت صعوبة كبيرة في السيطرة عليها بعد المطب .و عندما أوقفتها ، قالت ماما أن علي أن أهدأ سرعتي عندما أقترب من المطبات،و كالعادة بقت التصيح في و تقول عني أني متهورة. حراااااااااااااااااااااااااام!
و عندما حاولت فعلاً أن أهدأ سرعتي و أنا أعلو المطبات وجدت السيطرة علي دراجة أيسر بكثير.الدرس الذي تعلمته من هذا أنني عندما أواجه عقبات أمام أحلامي و أمام روي زرعتي فعلي أن أتصرف بهدوء و تفكير لا بسرعة و تهور حتي تكون السيطرة علي الموقف أسهل.
استمتعت جداً بركوب دراجتي و تعلمت منها دروس تحفة ! استاذة بسمة ستفرح كثيراً من نضجي ! و من الأفكار الكثيرة العاقلة التي فكرت فيها مع دراجتي ! أنا سعيدة جداً ، و ارتقب بفارغ الصبر أن أركب دراجتي مجدداً!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق