الجمعة، 27 يناير 2012

أنا حزينة يا زرعتي

أنا حزينة جداً . أول أمس كان يجب أن أقابل أصدقائي عند صينية الميدان كما عاهدتهم و عاهدوني . بابا لم يكن موافقاً أن أنزل و لكن ماما أصرت أن تنزل لتهتف ضد الجيش.ماما لم تقتنع أن الجيش صادقين و بابا لم يقتنع أنهم سيئون ؛لذلك بابا لم يكن يريد الذهاب ، و لكني أصررت علي الذهاب و ظللت أبكي و أبكي ؛لأنني عاهدت أصدقائي أن ألقاهم عند الصينية و لا يمكن ألا أفي بوعدي لدائرتي أبداً. و الأهم أنني وعدت الميدان و وعدت زرعتي أن أذهب الي الميدان كل عام حتي تنمو زرعتي و تصير أعلي الزروع. وعدت زرعتي أن أزور ميداني كل عام حتي أري زرعتي ما فعلناه أنا و دائرتي لأجلها حتي الاّن، و حتي نجتمع أنا و دائرتي و نصير معاً. كنت أتمني أن أري أصدقائي، كنت أتمني أن أشعر بروح ميداني و أقابل دائرتي ، كنت أحلم أن أري زرعتي تزدهر أكثر، كنت أحلم أن أشعر بالدفء و الحب اللذان أشعر بهما في ميداني ، و لكني لم أجد شيئاً.
أنا و بابا و ماما في النهاية ذهبنا الي الميدان ، بابا بقي قبل المنصة ، و ماما دخلت الي بعد المنصة لتهتف و أنا بقيت مع ماما لتوصلني الي الصينية.ماما كانت تهتف و لكني لم أهتف ؛لأني مازلت لا أفهم شيئاً و لا أدري هل ماما علي حق و الجيش أشرار أم أن بابا المحق و هم طيبون. بعد أن هتفت ماما طويلاً خلف المنصة التي كان يهتف فيها رجل في الميكرفون و يقول أشعاراً ، ذهبت مع ماما الي الصينية و لكني لم أجد أحداً من أصدقائي ، و انتظرت طويلاً و بكيت و لكن لم يأتي منهم أحد و قالت لي ماما أنها أخبرتني من قبل أنهم لن يأتوا. حزنت جداً ، هل لم يرض أهلهم أن يأتوا اليوم كما كان أبي رافضاً ؟ هل أتوا في وقت قبلي ثم رحلوا؟ (و لكني جئت مبكراً و ظللت منتظرة طويلاً) أم تراهم نسوني ؟ و عندما كنت راحلة و أنا باكية سمعت صوت صالح يناديني فالتفت فوجدته خلفي ،فرحت جداً ؛ و أسرعت نحوه و قال لي أنه سعيد أنني أتيت ، فقلت له أنني انتظرت طويلاً و لم يأتِ أحد ،فقال أنه لا يدري ان كان أحد سيأتي غيرنا أم لا و بقيت أتحدث معه قليلاً و قال لي أنه لم يأخذ حق أمه حتي الاّن و لذلك فهو يهتف.و قال لي أنه لن يستسلم أبداً حتي يعيد حق أمه. صاحت ماما أننا تأخرنا فطلبت منه أن يعدني أن نلتقي العام القادم عند الصينية ، فوعدني ، و عدنا الي قبل الصينية حيث يوجد بابا عند بائع بطاطا.
وجدت بابا مع أصدقائه ، و وجدت تسنيم جالسة مع والدتها ، فقلت لها أنني حزينة ؛لأنها لم تأتِ الي الصينية ، فقالت أن أمها و أباها رفضوا ؛لأن هذا معناه أن تدخل وسط المتظاهرين ضد الجيش و هم يرفضون ذلك.و كانت ترتدي فوق حجابها قبعة خضراء عيها شعار (الاخوان المسلمون) ، و سألتها عن القبعة فقالت أن والدها أعطاها لها و جذبتني من يدي و قادتني الي بائعي الأعلام و رايت عندهم أعلام زرعتي مع أعلام خضراء عيها (الاخوان المسلمون) .
و بعد قليل قام بابا و ودع أصدقاءه و ودعت تسنيم و عدنا و ودعت الميدان و أنا حزينة جداً. الميدان ليس ميداني ، دائرتي انقسمت ، زرعتي حزينة جداً مني و من دائرتي المفككة ، و مما فعلنا بميداني. ميداني مقسم ، ميداني ليس كما عرفته . ليس دافئاً رغم أن الجو اليوم كان دافئ. ميداني ليس به الحب الذي كان موجوداً به . ميداني صار جافاً و بارداً. روح ميداني اختفت. ليس أبداً كما عرفته. لم ألقَ دائرتي اليوم ،رأيتها ممزقة و لم أجد أحداً داخلها يمسك بيد الأخر.أنا حزينة جداً و مؤكد أن زرعتي أكثر حزناً مني ؛ربما غاضبة مني و من دائرتي المفككة و لكنها حزينة أكثر علينا. و تشعر أننا لم ننفذ وعدنا لها ، و لكني مازلت أعدها ؛أننا سنعود ذات يوم الي ميداننا و قد جعلناها تنمو و تزدهر و تصير أعلي الزروع ، مازلت أعدها أنني سأقاتل حتي النهاية و سأسقيها حتي لو سقيتها وحدي حتي تكبر و تصل الي السماء .سأظل أسقيها حتي النهاية حتي لو سقيتها وحدي ،و لكنها تود لدائرتي أن تعود متحدة و غير ممزقة ، و يعود ميداننا كما كان و نسقيها كلنا معاً. (سامحني يا لوفي علي سؤالي و لكن) هل يحدث ذلك ؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق