الجمعة، 21 أكتوبر 2011

لأن طريق الدم لا ينتهي الا بالدم

 (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )
       الي كل ثائر في عالمنا العربي أو حتي خارجه،
                    أعلم تمام العلم ما قاسيناه تحت حكم ملوك أفسدوها و جعلونا كلنا أذلة ،أعلم مرارة الالم الذي شعرنا به جميعاً و نحن نفقد الوطن و الهوية و الحلم و الأمن ، و الغد و الماضي ، و نحن نفقد أهلنا ، و أصدقاءنا و أنفسنا. أعلم سنوات و عقود البكاء و العويل في فضاء لا يصل فيه الصوت الي أحد . أعلم الذل و الفقر و الألم و الخوف و هم من بعيد فوق كراسيهم و داخل حصونهم يعمهون بأموالنا و يحتمون بأمننا و يرتعون بأرضنا. أعلم كم دفعنا من أثمانٍِ باهظة لجشعهم و تسلطهم و أنانيتهم و صمهم.
                 أعلم ما دفعناه عندما حاولنا أن ننطق فقط نخرج صوتاً يتحشرج ب"لا" . أعلم كم حاولوا خنق هذا الصوت و بأي الأسلحة صوبوا لاغتياله.أعلم كم منا مات ، كم منا أصيب ،كم منا رأي من أحب يسقط أمامه و يتقطع حتي يبكم الصوت الضعيف الذي يتمتم "لا".أعلم كم أخذوا منا ثمناً لأن يقوي ذلك الصوت و يصير هتافاً يهز عروشهم الورقية و يسقطها تباعاً و لا يتعظ أحد منهم البتة.
                أعلم هذا و أكثر ، أعلم ما يكفي لملأ الكتب ، كل منا يعلم ما يكفي لملأ كتب عن عروش الطغاة السفاحين . و لكن هل ندرك ثمن طريق الدم؟
        
           لقد  بدأوا هم طريق الدم ، بدأوه بأيدٍ ملتخة بدماء الاّلاف المؤلفة منا. لم يعلموا ،و رفضوا أن يصدقوا أنهم يحفرون المقابر لنا و لكنها قبور تحفر لهم . رفضوا بعماهم التصديق و يدفعون واحداً تلو الاّخر الثمن.لكن هل نريد أن نكون حمقي و خرقاء مثلهم ؟ هل نريد أن يعمينا الانتقام و الغضب مثل ما أعماهم التجبر ؟ هل نريد أن نستأنف طريق الدم ؟ هل نريد أن نمضي قدماً نحو الهلاك؟ هل نريد أن نصم اّذاننا مثلهم و لا نسمع صوت قلوبنا و هي تهتف أن طريق الدم لا ينتهي الا بالدم؟
      بلادنا لا تريد ذلك . بلادنا تريد أن نزرعها من جديد، أن نحتضنها، أن نبنيها ، أن نحب و نسامح ، و نزرع ثمار غد الحب  داخلها. تعبت من قرون الدم ، صاحت من اّلام الكراهية ، تستنجد لما تبقي من طيف الحب داخلنا . لا تريدنا أن نستأنف طريق دم لن نتمكن في لحظة من انهائه و بدل أن ترويها أنهار الحب ستغرقها أنهار الدم النابعة من قلوب قتلتها الكراهية و كفنها الانتقام.
        لقد رأيت القذافي ، رأيت كيف كانت نهايته ، للصدق طيف شفقة شعرت به، شفقة علي انسان أضاع قلبه ، و صم عقله ، و مات وحيداً جريحاً ،فاقداً لكل ما ضحي بقلبه لأجله . لا أعتقد أن قتله كان صدفة أو خيار وحيد ، بل أري بذوراً تنمو من الكراهية تغلف قلوبنا. لا أريدها أن تكبر لأنها لن تثمر من أفضل من القذافي.
       عبد الناصر رغم جرائمه قال أن طريق الدم لا ينتهي الا بالدم .بقدر الدماء التي سالت في عصره دفع و دفعت بلادنا الثمن ،و لو كان سار في الصراط الدموي المستقيم لما كانت بلادنا موجودةً الاّن أصلاً. طريق الدم لا تنبت الا قلوب تكفي لاغتيال كون ،و لا تقدر علي رؤية شجرة يانعة واحدة في بلادنا.

          انهيت رسالتي و انهيت تحذيري و هذا يكفي .
                                                        " طريق الدم لا ينتهي الا بالدم".




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق