( هذه الرسالة ليست من الطفلة و لكنها مني أنا)
سألتني احدي صديقاتي لماذا لا يملك المصريون زياً يميزهم مثل الهنود مثلاً.هذا السؤال البسيط الذي يمكن الاجابة عنه بمجرد التبرير بأن أغلب شعوب العالم لا تملك زياً مميزاً و أن الهند من الدول القليلة التي تملك زياً مميزاً، يحمل هذا السؤال معناً اّخر أكثر عمقاً و هو فقدان المصريين لما يميزهم في الملبس و الثقافة و التصميم و الفن و غيرها . فقدان حقيقي لهوية هي الأرقي و الأكثر تميزاً و تنوعاً في العالم بأكمله.
لماذا مثلاً ترتدي المصريات الاّن العباءة الخليجية لا الجلباب الفلاحي أو الجلباب المزين بخطوط اسلامية الذي تشتريه الأجنبيات من مصر؟! العباءة ليس بها أي فن بل تنشر الهوية الخليجية في مصر و لا تحمل أي حشمة زائدة عن الجلباب.لماذا ترتدي مصريات أخريات ملابس كاشفة أو ضيقة ليس بها أي نقش اسلامي أو فرعوني ؟ أنا أسير في الشارع بزي فرعوني مثلاً و طبعاً أتعرض لمضايقات و سخرية لا حصر لها ولكن لو أرتديت مثلاً بنطال أمريكي ضيق أو عباءة خليجية فلن يسخر مني أحد!
الأمر أكثر من كونه عدم تعود من المجتمع علي زي من حضارته كالزي الفرعوني أو الجلباب، الأمر أكثر عمقاً من ذلك .فلو نظرنا حولنا لوجدنا أن من يملك المال لشراء أثاث لمنزله يشتريه كله بتصميم أمركي أو انجليزي و ان كان أثري يحرص علي شراءه مستورد حتي و ان كان لا يفرق عن المصري شيئاً.من يشتري افطاراً أو غداءاً يحب أن يفخر أنه لم يشترِ فولاً أو كشري مثلاً.كثير ممن يدخلون أبناءهم مدارس أجنبية يفعلون ذلك من أجل الفخر باتقان أبنائهم للغات الأجنبية أو حتي مجرد الفخر بأنهم في مدارس أجنبية، حتي أن الكثيرين يفخرون بعدم اتقانهم للعربية و يتعمدون ادخال مرادفات أجنبية في حوارهم!
أعتقد أن السبب في كل هذا الشعور بأننا أقل من الاّخرين ،أقل من الأوروبيين و العرب الخليجيين و غيرهم،شعور بأننا عاجزين ،ضعفاء أمامهم .طبعاً عززت فترات الاحتلال الطويلة ذلك و سنوات الهجرة للخليج التي جعلتنا عبيد نأخذ المال من دول النفط و أحياناَ من نظام عبودية فعلاً يسمي الكفيل ،و لكن هذا ليس السبب الأهم ، السبب الأهم هو شعورنا بالعجز أن نكون مثلهم ،تنشئة الأطفال علي أنهم أقل من الغرب و أقل تديناً من السعوديين مثلاً.السبب هو ازدراء الذات الدائم حولنا .فكم مرة نسمع في اليوم سبة في (الشعب المصري )و وصفه بالجهل و التكاسل و كراهية العمل، و الهوجائية من مصريين لا يلاحظون أنهم جزء من الشعب المصري !حتي المثقفين يحرصون علي مقارنة المصريين بباقي شعوب العالم و دائماً المقارنة ضدنا نحن . أما الاسلاميين فهم يؤمنون تمام الايمان بأننا أقل اسلاماً من الخليج و يسعون بكل كد حتي نصير نسخة من الخليج الذي ليس ثقافتنا و لن يكون أبداً.
أزمة هوية و ضعف و ازدراء ذات و تعظيم اّخر أياً كان ذلك الاّخر.شعور دائم يغزيه المجتمع نفسه بأننا أقل و هم أعلي .أنا نفسي أعترف بأنه داخلي لم أتخلص بعد بنسبة 100% من الشعور الذي تغذي داخلي و كبر كثيراً حتي أفقت.
نحن لسنا أقل ، لسنا جهلاء ، لسنا مهملين (القدماء المصريين كانوا يأخذون يوماً كل 10 أيام اجازة)،لسنا كسالي ،لسنا عبيد خلق الله-عز و جل - العالم كله من طينة و نحن من طينة أكثر حقارة.لنجد كلنا هذا الايمان داخلنا بأننا لسنا أقل ،و نبحث داخلنا عن حضارة هي الأعظم في التاريخ ،و نحاول أن نواجه أي شعور بأننا أقل، يجب أن نؤمن بمصريتنا. ما جعل الميدان يزدهر أيام الثورة و تظهر فيه عادات و ثقافة مصرية انبرت طويلاً مثل المسحراتي و الغناء و الأهازيج الشعبية هو أننا اّمنا بأننا لسنا أقل ،و هتفنا(ارفع راسك فوق أنت مصري).و الطريق لأن نجد هويتنا الضائعة هو أن نؤمن بهذا الشعار من داخلنا و نبحث عنه.
سألتني احدي صديقاتي لماذا لا يملك المصريون زياً يميزهم مثل الهنود مثلاً.هذا السؤال البسيط الذي يمكن الاجابة عنه بمجرد التبرير بأن أغلب شعوب العالم لا تملك زياً مميزاً و أن الهند من الدول القليلة التي تملك زياً مميزاً، يحمل هذا السؤال معناً اّخر أكثر عمقاً و هو فقدان المصريين لما يميزهم في الملبس و الثقافة و التصميم و الفن و غيرها . فقدان حقيقي لهوية هي الأرقي و الأكثر تميزاً و تنوعاً في العالم بأكمله.
لماذا مثلاً ترتدي المصريات الاّن العباءة الخليجية لا الجلباب الفلاحي أو الجلباب المزين بخطوط اسلامية الذي تشتريه الأجنبيات من مصر؟! العباءة ليس بها أي فن بل تنشر الهوية الخليجية في مصر و لا تحمل أي حشمة زائدة عن الجلباب.لماذا ترتدي مصريات أخريات ملابس كاشفة أو ضيقة ليس بها أي نقش اسلامي أو فرعوني ؟ أنا أسير في الشارع بزي فرعوني مثلاً و طبعاً أتعرض لمضايقات و سخرية لا حصر لها ولكن لو أرتديت مثلاً بنطال أمريكي ضيق أو عباءة خليجية فلن يسخر مني أحد!
الأمر أكثر من كونه عدم تعود من المجتمع علي زي من حضارته كالزي الفرعوني أو الجلباب، الأمر أكثر عمقاً من ذلك .فلو نظرنا حولنا لوجدنا أن من يملك المال لشراء أثاث لمنزله يشتريه كله بتصميم أمركي أو انجليزي و ان كان أثري يحرص علي شراءه مستورد حتي و ان كان لا يفرق عن المصري شيئاً.من يشتري افطاراً أو غداءاً يحب أن يفخر أنه لم يشترِ فولاً أو كشري مثلاً.كثير ممن يدخلون أبناءهم مدارس أجنبية يفعلون ذلك من أجل الفخر باتقان أبنائهم للغات الأجنبية أو حتي مجرد الفخر بأنهم في مدارس أجنبية، حتي أن الكثيرين يفخرون بعدم اتقانهم للعربية و يتعمدون ادخال مرادفات أجنبية في حوارهم!
أعتقد أن السبب في كل هذا الشعور بأننا أقل من الاّخرين ،أقل من الأوروبيين و العرب الخليجيين و غيرهم،شعور بأننا عاجزين ،ضعفاء أمامهم .طبعاً عززت فترات الاحتلال الطويلة ذلك و سنوات الهجرة للخليج التي جعلتنا عبيد نأخذ المال من دول النفط و أحياناَ من نظام عبودية فعلاً يسمي الكفيل ،و لكن هذا ليس السبب الأهم ، السبب الأهم هو شعورنا بالعجز أن نكون مثلهم ،تنشئة الأطفال علي أنهم أقل من الغرب و أقل تديناً من السعوديين مثلاً.السبب هو ازدراء الذات الدائم حولنا .فكم مرة نسمع في اليوم سبة في (الشعب المصري )و وصفه بالجهل و التكاسل و كراهية العمل، و الهوجائية من مصريين لا يلاحظون أنهم جزء من الشعب المصري !حتي المثقفين يحرصون علي مقارنة المصريين بباقي شعوب العالم و دائماً المقارنة ضدنا نحن . أما الاسلاميين فهم يؤمنون تمام الايمان بأننا أقل اسلاماً من الخليج و يسعون بكل كد حتي نصير نسخة من الخليج الذي ليس ثقافتنا و لن يكون أبداً.
أزمة هوية و ضعف و ازدراء ذات و تعظيم اّخر أياً كان ذلك الاّخر.شعور دائم يغزيه المجتمع نفسه بأننا أقل و هم أعلي .أنا نفسي أعترف بأنه داخلي لم أتخلص بعد بنسبة 100% من الشعور الذي تغذي داخلي و كبر كثيراً حتي أفقت.
نحن لسنا أقل ، لسنا جهلاء ، لسنا مهملين (القدماء المصريين كانوا يأخذون يوماً كل 10 أيام اجازة)،لسنا كسالي ،لسنا عبيد خلق الله-عز و جل - العالم كله من طينة و نحن من طينة أكثر حقارة.لنجد كلنا هذا الايمان داخلنا بأننا لسنا أقل ،و نبحث داخلنا عن حضارة هي الأعظم في التاريخ ،و نحاول أن نواجه أي شعور بأننا أقل، يجب أن نؤمن بمصريتنا. ما جعل الميدان يزدهر أيام الثورة و تظهر فيه عادات و ثقافة مصرية انبرت طويلاً مثل المسحراتي و الغناء و الأهازيج الشعبية هو أننا اّمنا بأننا لسنا أقل ،و هتفنا(ارفع راسك فوق أنت مصري).و الطريق لأن نجد هويتنا الضائعة هو أن نؤمن بهذا الشعار من داخلنا و نبحث عنه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق