الأربعاء، 30 نوفمبر 2011

زرعتي تزدهر أكثر و أكثر و أكثر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

زرعتي تزدهر ، تزدهر ، تزدهر!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!أنا سعيدة جداً جداً جداً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
زرعتي تزدهر أكثر و أكثر و أكثر كل يوم . رأيت الانتخابات! أول مرة في حياتي أري الانتخابات ! ماما لم تكن تنتخب من قبل و كانت تقول أن النتيجة معروفة و كنت أتشاجر معها كثيراً ؛لأن استاذة بسمة تقول غير ذلك و كانت تنتخب حتي قبل الاّن ، و لكن اليوم ماما و بابا و خالتي وحتي تيتا ذهبوا للانتخاب ! تيتا تقول أنها لم تنتخب من قبل رغم أن عمرها 74 سنة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! ماما حاولت أن تقنع تيتا ألا تذهب ؛لأنها لن تستطيع التحمل و الصفوف ستكون طويلة ،و لكن تيتا أصرت أن تذهب و جلست علي كرسي متحرك لتجرها ماما . بابا لم يكن معنا في اللجنة ،قال أنه ذاهب للجنة لرجال ،لماذا هناك لجنة رجال و لجنة سيدات ؟ ! لا يهم .
ذهبنا الي اللجنة و كان الصف طويييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييلاً ، لم أرَ في حياتي صفاً بهذا الطول ! و انتظرنا 3 ساعات كاملة ! أنا سعيدة جداً فكل دائرتي تزرع مصر ، كل دائرتي تجعل زرعتي تزدهر ! أنا متشوقة جداً لأصير 18 عاماً ؛لأزرع زرعتي و أجعلها تزدهر كدائرتي كلها! الناس كانوا لطاف جداً ، و هناك فتاة عندها 18 عاماً اسمها روان أصرت أن تدفع كرسي جدتي بدلاً من ماما ، و لم تكن جدتي فقط تجلس علي كرسي بل كان هناك سيدتان اّخرتان و أيضاً وجدن فتيات أصررن علي دفع كراسيهما! و لم تكن أي سيدة أو فتاة حزينة من الوقوف طويلاً أو مغتاظة ،كن كلهن مثلي سعيدات جداً جداً جداً و يضحكن أيضاً ، و أيضاً كن أنيقات جداً حتي أكثر من ماما!روان قالت لي أنها أشترت ملابس جديدة خصيصاً للانتخابات ! بصراحة غضبت من ماما ؛لأنها لم ترضَ أن تشتري لي ملابس جديدة كروان!
و رغم كل هذا الجمال و الازدهار لزرعتي ، رأيت مجموعة شباب يوزعون علينا ملصقات لأحزاب و نساء يحاولن اقناع ماما بأن تنتخب أحزاب معينة و لكن روان و نساء اّخريات تشاجرن معهم حتي جاء ضابط جيش و أقنعهم بالرحيل .بابا حكي لنا أنه أمام لجنة الرجال كانت هناك خيمة تدعو لأحزاب دينية و تخطب في الناس و سيارات تمر لمرشحين اّخرين بمكبرات صوت .وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
و لكن لا ، زرعتي تزدهر . رأيت ضباط جيش و شرطة يحملون كراسي متحركة لسيدات اّخريات ليتمكنوا من التصويت ، و حكت لنا خالتي التي تعيش في الاسكندرية أنهم حملوا المظلات معهم لينتخبوا حتي تحت الأمطار الغزيرة ! و أن زوج خالتي في لجنته أحضروا كيس بلاستيك كبير و غطوا به روؤس كل المنتخبين في الصف حتي لا تسقط الأمطار عليهم!و بعث لي الصورة علي البريد الالكتروني فعلاً شكل الصف تحت البلاستيك مضحك! و رأيت الصورة اليوم في( المصري اليوم).
كل هذا لأجلك يا زرعتي ، أنتِ سعيدة ،أليس كذلك؟ أنا أعدكِ أن أعمل كل ما استطيع و يعمل كل من في الدائرة كل ما يستطيعون لأجلك ِ يا زرعتي . و ستريننا نقاتل أكثر و أكثر لأجلكِ و نتحدي كل شيء لأجلكِ حتي الأمطار و الأعاصير. لأجلكِ يا زرعتي.

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011

لنحيا حياة مصرية 2

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة )

الطعام و الشراب و الملابس هم ما سأتحدث عنه في هذا الجزء ،فان كنا نريد حقاً أن نحيا حياة مصرية ، فعلي الأقل يجب أن يكون طعامنا و شرابنا و ملابسنا مصرية خالصة ، ليس المهم فقط أن يحملوا ختم (صنع في مصر ) و لكن يجب أيضاً أن يحملوا روح مصريتنا و هويتنا.
أعلم أن كثير منا يأكل كشري و فول و طعمية و أطعمة اّخري مصرية و بخاصة الطبقات الفقيرة التي لا تملك شراء أطعمة أجنبية كالهامبورجر و البانيه و البطاطس المحمرة ،و لكن هل نأكل كل ما هو مصري ؟ ألم تندثر أو علي الأقل قل طهي بعض الوجبات المصرية و خاصة في مواسمها ؟هل مازالت العشوراء تقدم في كل البيوت المصرية يومها ؟ هل مازالت الأسر المصرية تطهو الفتة و تقدم الاقراص في العزاءات ؟ هل أصلاً الأجيال الجديدة لديها فكرة عن هذه التقاليد؟ هل تحرص الأسر المصرية علي اجراء الولائم في الأعياد و الجمع كالماضي ؟ هل ما يطهي في الولائم اليوم كله أكل مصري ؟ هل الطبقات الأكثر ثراء تمثل الأطعمة المصرية الغالبية العظمي من طعامها أم أنها استبدلت الصيادية بالسوتشي و السيمون فيميه و الدجاج بالبانيه و اللحوم البتلو بالهامبورجر و الفتة و المحشي بالأرز الصيني و أم علي و المهلبية بالايس كريم الأمريكي ؟حتي الخبز الذي يسمي من شدة أهميته للمصريين (العيش) و كان يسمي (عنخ ) عند المصريين القدماء بمعني (الحياة) فأغلب الطبقات التي تملك رفاهية شراء خبز بلدي جيد أو خبز غربي أو شامي تشتري خبز غربي أو شامي.
هذه ليست أسئلة موجهة ضدد الطبقات الأعلي دخلاً ؛لأن الطبقات الفقيرة اذا امتلكت المال فستفعل الشيء ذاته، الموضوع في تعود علي طعام محدد غير مصري ، و أعتقد أن أسس هذا التعود كانت عقدة الأجنبي المتأصلة داخل نفس الأجيال جيلاً بعداّخر و بأيدينا تغيير ذلك .أولاً بالذهاب للمطاعم التي تقدم طعاماً مصرياً مثلما نذهب لتلك التي تقدم طعاماً غربياً و ثانياً بالحرص علي تناول الأطعمة المصرية لا كل موسم وحسب (مثل رمضان و الأعياد) و لكن أيضاً علي مر العام .
المشروبات المصرية كالتمر هندي و العرقسوس و الكركديه و الدوم و الينسون التي تعود الي أيام المصريين القدماء تكاد تنزوي تماماً لحساب المياه الغازية بشتي أنواعها ، لدرجة أن شركة مياه غازية حاولت دمج هذه المشروبات داخل منتجاتها ! و أغلب المصريين الاّن يقدمون لضيوفهم مياه غازية بدلاً من المشروبات المصرية حتي الطبقات الأكثر فقراً الا في رمضان ، و حتي في رمضان تقدم بعض العائلات المياه الغازية التي تكثر اعلاناتها في تلك الفترة.و كلنا ندري أن القيمة الغذائية للمشروبات المصرية كبيرة جداً ،لدرجة اجراء أبحاث غربية عليها ،و كلنا ندري أيضاً الضرر البالغ الذي يلحق بنا جراء تناولنا للمياه الغازية .
أنا لا أدين أحداً ؛ لأني تربيت علي الطعام الغربي و علي مدي ثلاث سنوات لم أطلب طعام سوي البانيه في أي مطعم ،و أعشق الخبز الغربي و الأيس كريم و أفضله علي أم علي والحمدلله لا أتناول المياه الغازية الا فيما ندر، و لكني سأحاول أن أعدل من ميزان طعامي و شرابي ليكون بقدر معقول مصري ، لا أتخيل أن أأكل كل وقت طعاماً مصرياً و لكن يجب أن يكون للطعام و للمشروبات المصرية الغلبة في نظامي الغذائي .
الملابس موضوع أكثر تعقيداً ، فنحن كمصريين نملك حضارة عبارة عن مزيج من الهوية الفرعونية و القبطية و الاسلامية العربية و نملك بيئات متنوعة من بيئة زراعية الي بيئة صحراوية بدوية الي بيئة مدنية متغربة و متخلجة لا تحمل أي بعد مصري و بيئة ساحيلية لها خصائصها أيضاً.أعتقد أن ملابسنا يجب أن تكون مزيجاً من كل الحضارات و البيئات المصرية .
ملابس المصريين الاّن أغلبها اما غربي أو خليجي كهويتهم المتناقضة تماماً الاّن فتيارا التغريب و التخليج زيفوا فينا ما يكفي و حولانا الي مسوخ أبعد ما تكون عن المصرية ، و هذا منعكس تماماً في ملابسنا . سأبدأ بالنساء ؛لأنهن بالطبيعة و بالثقافة أكثر اهتماماً بالثياب و الزينة .النساء في مصر الاّن لا يرتدين الجلاليب المصرية الا فيما ندر فهن يرتدين اما البناطيل الجينز الضيقة الأمريكية أو يرتدين العباءات الخليجية بحجة الحشمة؛ رغم أن العباءة تفصل الجسد أكثر من الجلباب الفلاحي أو الاسلامي .لا أجد مثلاً فتاة ترتدي فستان فرعوني قصير أو طويل أو اكسسوار فرعوني ،لا أري محجبة ترتدي جلباب فلاحي أو سيوي بدلاً من العباءة ، لا أري محجبات يرتدين طرح من الطرح الفلاحي .حتي وان جرأت امرأة علي فعل ذلك فستصير أضحوكة ، و للغرابة الجلباب الفلاحي علامة فقر بينما العباءة الخليجية كناية عن الاحتشام! و قد نزلت قبل ذلك بملابس فرعونية أشتريتها من خان الخليلي عدة مرات ، مرة في القرية الفرعونية و حسبني العاملون أجنبية ؛لأني أرتدي ملابس مصرية ، و لو كنت ارتدين بنطال غربي لكانوا عرفوا أني مصرية! و ظنني الزائرون عاملة بالقرية! و مرة سرت في الشارع فتلقيت معاكسة في صيغة سخرية و ناداني أحد الرجال :"يا نفرتيتي !"
أعلم أنه من الصعب علي النساء تحدي الجهل و ارتداء ملابس مصرية و ترك الملابس الخليجية أو الغربية ،أعلم أنه صعب عليهن أن يفعلن الشيء ذاته و يسرن بملابس فرعونية أو جلباب فلاحي و سط مجتمع يستغرب كل ما هو مصري و لا يستثير كل ما هو خليجي انتباه ، و لكن يجب أن نتحدي و يجب أن نعلن أننا مصريات ،و نرتدي ثياب تتصف بالمصرية ،سيصدم هذا المجتمع في البداية كالتنورات القصيرة عندما بدأت تغزو مصر في الستينات أو البناطيل الضيقة التي غزت مصر في التسعينات ، أو العباءات التي صارت تشكل الزي الرسمي للمصريات حتي غير المحجبات و الأطفال ، علي الأقل هذه المرة سنواجه المجتمع لأجل مصريتنا لا لأجله تخليجه أو تغريبه.و هناك الكثير من الجلاليب القصيرة و الطويلة الأنيقة و القمصان بأكمام قصيرة و طويلة تباع في الخان و في كرداسة رائعة التصميم الاسلامية و العربية و تناسب كافة الأذواق . و هناك اكسسوارت رائعة فرعونية و اسلامية و حتي مصنوعة علي الصدف تباع في الخان .
و نحن نلاحظ أن الصيحة الاّن هي تزيين الملابس و الحقائب بالكلمات العربية و هناك مسابقات أزياء مصرية الأّن لاختيار أفضل التصميمات مصرية ،أنا سعيدة لذلك لأنه يساعدنا علي اختيار مصريتنا في ثيابنا و لو كنت أملك المال لأقمت مصنع يستخدم الزخارف العربية و الاسلامية و التراث الأثري عالمياً الفرعوني لتصميم الملابس و الاكسسوارت بدءاً من الجلاليب المميزة و الطرح للمحجبات انتهاءاً بملابس السباحة لغير المحجبات.
الاّن أنتقل الي الرجال ، لست خرقاء لأدعو رجلاً أن يرتدي تنورة كما كان يحصل في عصر المصريين القدماء قبل اختراع البنطال ،و لكن لماذا لا يرتدي الرجال قمصان عيها عبارات عربية بدلاً من العبارات الغربية ؟ لماذا بدلاً من ارتداء بعض الرجال الجلباب الخليجي الأبيض يرتدون جلباب فلاحي ؟ لماذا بدلاً من ارتداء القبعات الغربية لايرتدون الطاقية النوبية أو العمة ؟ لماذا لا تدخل التصميمات الفرعونية و الزخارف الاسلامية في تصميم البناطيل القصيرة و الطويلة ؟ هناك خيارات كثيرة جداً و لكن لو كان هناك رغبة حقيقة في تصميم ملابس رجال بحس مصري ،فأقل تقدير مثلاً يمكن استبدال الرسومات الكثيرة التي تعلو ربطات العنق بمفاتيح نيل و عيون حورس.
بذلك أكون قد ذكرت نماذج متعددة لتغير نمط الطعام و الشراب و الملبس ليكونوا أكثر مصرية و لكن عليكم دائماً التفكير فحتماً ستجدون أفكاراً أكثر لتصير حياتكم أكثر مصرية .

الأحد، 27 نوفمبر 2011

أفكاري لزرعتي مصر

أنا ذكية! ، عبقرية! ، فطنة! ، أنا تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لدي أفكار كثييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة لتنمو زرعتي . عبقرية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!




!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
قلت لاستاذة بسمة أفكاري لزرعتي مصر ،فقالت لي أن أكتبها ،كما أكتب يومياتي ، و لذلك خصصت هذا الكراس الذي علي غلافه زرعة لأكتب فيه أفكاري لنمو زرعتي مصر .من يدري ؟ قد يكون كراسي هذا كتاب مهم جداً و يقرأه الجميع و يحققون أفكاري لكي تزدهر زرعتي(مؤكد سيكون أهم من كتاب الدراسات الاجتماعية !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)
أول فكرة لي هي مجلس شعب الأطفال ، لماذا لا يكون لنا مجلس شعب ؟، ماما يقول أنه لا ينفع أن أترشح للمجلس قبل أن أكون 25 سنة ،أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! تقول ماما أننا لسنا ناضجين لنكون نواباً ، لماذا ااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟!استاذة بسمة قالت لنا أننا كنا جيدين في انتخابات المدرسة و أفضل من نواب المجلس ،لماذا لا يثقون بنا ؟ أنا مغتاظة ، مغتاظة ،مغتاظة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
المهم مادام لا يحق لنا أن نكون داخل مجلس الشعب ، لماذا لا يكون لنا مجلس خاص بنا ؟ لا أحد يهتم بنا و لا أحد يثق فينا ، مع أننا أذكي منهم كثيراً و لسنا أضعف (و سأثبت ذلك و أتحدي!) .كل الكبار الذين يسمون سياسيون لا يفكرون فينا أصلاً و أصغر من يفكرون فيهم هم الشباب و يرونهم الصغار ( اذاً ماذا عنا هل نحن نمل ؟، اّسفة يا نمل ، فأنا أحبكم،و لكني مغتاظة !)نحن نحتاج الي مجلس شعب يعبر عنا و يعرض أفكارنا التي هي أفضل مئات المرات من أفكارهم ، و نشكل مجموعات بأفكار للأطفال الفقراء و أولاد الشوارع و المدارس و العدالة و تدعم الفلسطينيين أفضل كثيراً من الأحزاب الغبية.
ستكون فكرة تحفة ، أنا فعلاً عبقرية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!و طبعاً سأترشح في أول انتخابات ؛لأني صاحبة الفكرة . و أهم شيء ألا تزيد فترة المجلس عن سنة لا أربعة سنوات نكون خلالهم عجزنا !سيكون المجلس رائعاً و سنعرض فيه أفكاراً رائعة ، و سندافع فيه عن مركزنا ،و حقوقنا (يا سلام ! فعلاً لهجتي أصبحت لهجة سياسيين كبار !)
ثاني فكرة هي زراعة زرعتي ! فعلاً زراعتها كلها ، أخذنا في العلوم أن الشجرة تنقذنا من ثاني أكسيد الكربون و تعطينا الأكسوجين (فعلاً زرعتي مصر تعطينا الأكسوجين!)لذلك قررت أن نزرع زرعتي مصر كلها ! كل واحد في مصر يزرع نبتة ،حتي لو لم تكن شجرة و يسقيها كل يوم و يكون مسئولاً عنها حتي تكبر ، سيكون لدينا 85 مليون زرعة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا طبعاً عندي زرعتي التي أرويها كل يوم ،سأجعل استاذة بسمة تدعو الجميع في المدرسة ليهتموا بزرعة و يروونها ، فعلاً سنزرع زرعتي مصر كلها، و ستصير خريطة مصر خضراء بدلاً من اللون الأصفر المستفز في خريطة الدراسات!
فكرتي الثالثة سببها اسراء و مرنا ، اسراء أحسن طالبة ترسم في المدرسة ،و فازت بكل جوائز الرسم في المدرسة و خارجها و لكنها لم تستطع أن تصبح رسامة كبيرة ؛لأنها صغيرة السن و لا أحد يهتم بها ،مرنا ذكية جداً و أفضل منا جميعاً في العلوم ،و قالت لي أنها تريد أن تصير كأحمد زويل و لكن بدون ترك مصر ، و لكن رغم كل الجوائز العلمية العالمية التي أخذتها في سنها الا أنهم رفضوا أن تدخل كلية العلوم ؛لأنها يجب أن تنهي المدرسة أولاً ! (صحيح أني لا أريد لمرنا أن تتركني و لكني مغتاظة لأجلها!).
فكرتي أن نجعل كل طالب متميز في مجال يحق له أن يقابل المتميزين فيه و يعمل معهم و يساعدهم منذ صغره ، لماذا لا أقابل مثلاً الكتاب الكبار مع أني ماهرة –بشهاد ة استاذة بسمة – في الكتابة ؟ لماذا لا تتعلم مرنا مع العلماء الكبار و تكون معهم في المعمل ؟ لماذا لا يقابل حسين العازفين الكبار و يتعلم منهم و يعمل معهم ؟ ماما تقول أن الكبار في أي مجال لن يقبلوا أن نعمل معهم ؛لأننا أقل كثيراً منهم .أ,وووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!لماذا يصرون علي أننا أقل ؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
فكرتي الأخيرة –حتي الاّن طبعاً_هي تقليل الاجازات ! كل ما أقول ذلك يغضب مني الجميع و لكني صادقة ، الاجازات كثيرة جداً و أجلس فيها في البيت لا أفعل شيئاً و ماما تقول أن أغلب الناس تقضي الاجازات نائمة ، فما قيمتها اذاً ؟ لماذا نقضي يوم تحفة كالسادس من أكتوبر في البيت نائمين ؟ أو نقضي عيد تحرير سيناء في المنزل نذاكر لامتحانات اّخر العام ؟ لماذا لا يكون هناك شيء مميز نفعله يعبر عن فرحة زرعتي عندما تتذكر هذه الأيام الرائعة ؟ لماذا لا يذهب كل الطلاب مثلاً الي المكتبات في 23 يوليو ليقرأوا عن ثورة 23 يوليو ؟ لماذا لانعمل مسابقات في الجري بالعلم يوم السادس من أكتوبر(سأسبق تسنيم هذه المرة) ؟ لماذا لا ننظم مسابقات للمسرحيات و للرسوم و للأشعار عن الحرب في كل شوارع و حدائق مصر؟ لماذا لا نذهب مثلاً من مدارسنا جميعاً سيراً نحو التماثيل التي تمثل الشهداء – التي لها اسم مميز لا أعرفه-و نضع نحن الزهور و الاعلام بدلاً من الضباط الذين يشبهون التماثيل في مشيتهم و شكلهم!
فعلاً أنا عبقرية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!وطبعاً زرعتي معجبة بأفكاري !و سأظل أكتب أفكاري لنمو زرعتي في هذا الكراس ، و (مؤكد سيصير كتاباً أهم من كتاب الدراسات ذات يوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!)

الجمعة، 25 نوفمبر 2011

لنحيا حياة مصرية

هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة ))

كل منا يتشدق ليلاً نهاراً بمصريته و بانتمائه لمصر العميق و باستعاداده للتضحية في سبيل مصر و لكن هل نحن مصريون حقاً ؟ هل نحمل الهوية المصرية ؟ هل تفاصيل حياتنا بصغرها و كبرها مصرية ؟ هل تصرفاتنا ، ملابسنا ، ألعابنا ، لغتنا ، فننا ، طعامنا و شرابنا مصريون ؟ هل نحيا حقاً حياة مصرية ؟

لو سئلت لن تكون الاجابة الصحيحة تماماً "نعم". ملابسنا اما غلابية أو خليجية ، ألعاب الأطفال اما غربية أو خليجية أو صينية و قليلاً جداً مصرية ،أفلامنا مقحم فيها البعد الغربي ، أغانينا بدأت تحتل هي الاّخري ،حتي ما فيها يدعي الشعبية ليس كاسفاف لا علاقة له بالفن الشعبي المصري .طعامنا أغلبه غربي الا من لا يملك حق الطعام الغربي ، و لكن ان امتلك حقه سيشتريه ، المطاعم أغلبها يعرض طعاماً وصفاته غربية و أخيراً صينية .لغتنا مقحم فيها ألفاظ غربية لا حصر لها ، و المصيبة أن هناك من يتفاخر بذلك ! و أولئك المتدينون –علي الأقل شكلاً_ يدسون عبارات فصحي عمداً في حديثهم ، حتي أنا كنت في فترة من الحماقة بحيث كان أغلب كلامي العام بالفصحي و تجاهلت العامية المصرية التي هي هويتي.
ما رأيكم ، هل نحيا حقاً حياة مصرية ؟ لست أكتب لأحاسب أحد علي حياة تربينا عليها منذ صغرنا ، علي فخر كنا نراه في أعين من حولنا بأي كلمة غربية –حتي و لو سيئة النطق- نقولها .أنا أكتب لنصيغ معاً حياة جديدة لنا ، حياة نصنعها بأيدينا ، حياة كل تفاصيلها مصرية ، لغتها ، ملابسها ، طعامها ، شرابها، كل تفاصيلها، حياة مصرية.

لنبدأ من أول دائرة الحياة ، لنبدأ من البراعم الذين شهوهت مصريتهم علي مر السنين في مدارس أجنبية و أفلام رسوم متحركة غربية و يابانية و ألعاب صينية و غربية و مؤخراً خليجية ، لنبدأ بالمستقبل ، لنبدأ بالأطفال.
حياة الطفل الطبيعي ثلاثة أقسام (اعلام و ألعاب ) ، ( مدرسة ) ، ( عائلة).أما عن الاعلام فالطفل الذي سيصير مصرياً للاسف يشاهد قنوات خليجية تعرض رسوم متحركة و أفلام أمريكية و يابانية مدبلجة، هنا تبدأ الكارثة ؛لأنه مع الوقت يتقن الانجليزية بسبب الأفلام ، و اللهجة الخليجية بسبب الرسوم المتحركة المدبلجة ،و ينفصل عن هويته المصرية تماماً لأن أحداً لا يبالي به و هنا يكون دورنا في صناعة رسوم متحركة مصرية تحترم عقليته لا تستخف بها كالتي تعرض كل عام في رمضان ، ويجب أن تحمل أفكارنا المصرية و تستمد من تراثنا الفرعوني و الاسلامي و القبطي ، و بخاصة الفرعوني ، لأنه تراث جذاب و ممتلأ بالأساطير التي تصلح بعد صبغ بعض الاثارة و المغامرة كأفكار لرسوم متحركة مناسبة للاطفال و الكبار .و هنا اذكر أن أغلب الرسوم المتحركة اليابانية التي يتابعها الأطفال فيها الكثير من التراث الياباني كالنينجا و الساموراي و الكينوتشي ،كما أنها تحمل القيم اليابانية كحب العمل ، و الوفاء للقائد حتي الموتو الانتماء للوطن ، و تقديس كلمة شرف . نحن لدينا قيماً مصرية خاصة ، كالكرم و حب الوطن ، و حب العائلة و دفء المجتمع ،و هي قيم خاصة بنا تمثل مصريتنا التي يجب أن تغرس في الأطفال منذ الصغر.

و يجب أن نعيد الاعتبار للأراجوز و مسرح العرائس اللذان يمثلان نبض مصري خالص لطيف يصل الي الطفل أفضل بمراحل من العرائس الغربية الضخمة التي قد يخشاها ، و قد ذكر أفضل لاعب يمثل اراجوز في مصر أن الأراجوز قد يحمل بعد أكبر من مجرد الضحك يصل الي حد السخرية السياسية اذا كتب له بشكل جيد، كما أنه حذر من الخطر الذي يحدق بالأراجوز الذي هو جزء من تراثنا بسبب اهماله و اندثار أكثر لاعبيه .
أما عن لعب الأطفال فنحن نري باربي تمثل الثقافة الغربية و فلة التي تمثل الثقافة الغربية و لانري دمية واحدة تمثل الثقافة المصرية.لماذا لا توجد دمية شهيرة مصرية ترتدي جلباب فلاحي أو ملابس فرعونية ؟ لماذا لا توجد شخصية رسوم متحركة شهيرة مصرية تصنع لها دمي و ألعاب مصرية شكلها مثل بن تن الأمريكي أو البوكيمونات اليابانية ؟ هذه الدمية قد لا تبدو مهمة و لكنها تصنع الكثير. الدمي اليابانية التي تحمل سيوف تغرس في نفس الطفل رويداً رويداً فكرة الفارس ، دمية باربي تغرس في نفس الطفلة ملابسها الغربية و دمية فلة الخليجية تغرس داخلها العباءة الخليجية . الموضوع صياغة وعي ثقافي للطفل لا مجرد ألعاب.
لماذا يشتري الطفل فانوس صيني ؟ لماذا لا نصنع فانوس مصري خالص و لكنه يغني ؟ لماذا نحطم فكرة الفانوس التي تشكل وعيه المصري و نحولها الي محض لعبة علي شكل كرومبو يمكن أن يشتريها في رمضان أو غير رمضان ؛لأنها لا تحمل العبق الرمضاني المصري الساحر؟ لماذا تتراجع قيمة الطرطور و الطربوش في الأعياد لحساب القبعات الغربية التي يشتريها الاطفال الاّن ؟ لا يجب أن نترك كل نا يربطهم بمصريتهم و هم صغار يذهب ، فلنحرص علي الفانوس المصري، و عروسة المولد ،و الطرطور ؛لأنها أول ما يعرفهم بثقافتهم المصرية .
القسم الثاني المدرسة ، للأسف بسبب التخلف المفزع المشين للتعليم المصري نضطر أن ندفع بهم الي مدارس لغتها الأولي ليست عربية و نضطر لأن نتقبل كل ما هو غربي ، حتي الأعياد الغربية في مدرستهم . هذا أمر واقع ، و لكن حتي يتحسن التعليم هل سنتركهم فريسة التغريب ؟ لا ،يمكننا أن نفعل شيئاً ، يمكننا أن نجعلهم يحتفلون بالكريسماس باحضار هدايا مصرية مثل الطراطير و الأراجوز ، يمكننا أن نجعلهم يحتفلون بالهالوين و يرتدون ملابس مصرية كالبواب و الفلاحة و الفراعنة . يمكننا أن نحرص علي امتحان مستواهم في اللغة العربية بين الحين و الاّخر ،و أن نشجعم علي الكتابة و الحديث قليلاَ بالفصحي لا أن نشجعهم أكثر و أكثر علي التحدث باللغات الغربية.
القسم الثالث هو العائلة ، لن أعلق كثيراً هنا ، لأن لعائلة يجب أن تقرر هل تريد أبناء مصريين أم أبناء خليجيين أم أبناء غربيين؟ هل تريد أن تلبسهم جلاليب خليجية و عباءات أم ملابس غربية أو جلابيب مصرية؟ هل تريد أن يتحدثوا بالعربية أم اللغات الغربية؟ هل تريد أن تجعلهم يشاهدون أفلاماً مصرية أم غربية ؟ العائلة تملك القدرة علي الاختيار ، و كما عرفت كيف تربي الكثيرين علي عقدة الأجنبي و التخلج بحجة التدين ، تملك أيضاً غرس الايمان بالفخر بالمصرية و الحياة بطريقة مصرية.
هذا هو الجزء الأول الذي بدأت فيه بالبداية و الأجزاء القادمة ستكون تفاصيل متكاملة للحياة المصرية التي نصيغها بأيدينا.

الأربعاء، 23 نوفمبر 2011

لماذا لا أفهم شيئاً؟

لماذا لا أفهم شيئاً؟ لماذا أنا متلخبطة ؟ لماذا لا أعرف من طيب و من شرير ؟ لماذا من صح و من خطأ؟ لماذا لا أعرف ما هو أفضل لزرعتي ؟ لماذا لا أعرف من معي يسقي زرعتي و من يحاول اذبالها؟ لماذا لا أعرف من داخل دائرتي و من خارجها ؟ لماذا لا أعرف ما تحبه زرعتي و ما تكرهه؟
بابا يقول أن الجيش جيد و هو الذي يحمي زرعتي و يقول أن من في الميدان سيئون و هم سبب معاناة زرعتي ، ماما لا توافق بابا و يتشاجرون كل يوم ؛لأنها تقول أن الجيش سيء و هو من يقتل المتظاهرين كمبارك بالضبط و أنه جزء من نظام مبارك .أماني تقول أن والديها يقولان أن كل ما يحدث سببه طرد ذلك المستفز المدعو مبارك ،و أنه كان سبب أمان مصر و استقرارها و أن المصريين ( سقاة زرعتي) لا يستحقون الحرية . بابا يقول أن التليفزيون المصري صادق و أن الفضائيات الاّخري خائنةو تأخذ أموالاً من أمريكا و اسرائيل . مرنا تقول أن التليفزيون المصري كاذب و أنه كان يقول علي أصدقائها في الكنيسة سيئيين أيام ما يسميه بابا ( أحداث ماسبيرو ) و أنه كان يدعو الناس لضرب أصدقاء مرنا .استاذة انشراح مدرسة الدراسات للصف الخامس قالت لنا اليوم في الفسحة أن ناس سيئين اّخرين ضربوا الجيش و المتظاهرين ليجعلوهم يكرهون بعضهم و يحرقون زرعتي .
أنا لا أفهم شيئاً ، من صادق و من يكذب ؟ من سيء و من جيد ؟ من يحب زرعتي و من يريد قتلها ؟ من علي صواب ؟ هل بابا؟ هل من في ميداني سيئون هكذا ؟ هل سرقوا ميداني ليحرقوا بها زرعتي ؟ هل الجيش الذي كان يلعب معنا أيام الثورة ، و ساعدنا لاسقاط ذلك المستفز و كان داخل دائرتي هو الشرير ؟هل هو من يقتل دائرتي الاّن و يريد أن يكون كمبارك؟هل التليفزيون المصري هو الكاذب أم الفضائيات أم الاثنين ؟ هل هناك من يحاول الايقاع بين دائرتي و يحاول تفريق أصدقائي و يضربهم هم الاثنين ليضربوا بعض و يحتل وطنهم ك (كروكوديل ) الشرير الذي هزمه لوفي ؟
لا أعرف شيئاً ، لا أفهم شيئاً ،هل أنا غبية ؟ هل أنا حمقاء ؟ استاذة بسمة لم تتحدث اليوم –علي غير عادتها – فيما يجري ، هل لا تفهم شيئاً مثلي ؟ و حتي و لو كانت تفهم و تعرف و سألتها ، ستقول لي كعادتها أن علي أن أجد الاجابة بنفسي . و لكن هذه المرة أن لا أعرف كيف أجد الاجابة أصلاً و لا أين أبحث. أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
زرعتي ، هل تعرفين ؟ هل تفهمين ؟هل تشعرين بمن يحبك و من لا ؟ان كنت تعرفين فأخبريني ، لو تحبيني أخبريني .أنا أعلم أنكِ تحبيني ، فأخبريني

الاثنين، 21 نوفمبر 2011

المادة الثانية من الدستور بين دستور 1971 و وثيقة السلمي (تفصيل لوجهة نظر مضادة)

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

رغم تجرأ الليبراليين و العلمانيين علي مواجهة كثير من الأراء التي تعارض فكرهم و لكنهم يضغطون مكابح جرأتهم عندما يجدون أنهم في مقابلة مع المادة الثانية و لا يجسرون علي نطق حرف حتي في تغيير صياغتها ، و يعلمون أن هذا ما يسمي في السياسة (الانتحار السياسي ). هذا في رأيي ضعف و نفاق و عدم ايمان بالمباديء و لكني ليس لي الحق في الحكم ؛لأني -و الحمد لله- خارج اللعبة السفيهة السياسية التي تجري في مصر الاّن و يحق لي ألا أخاف ، و يحق لي أن أكتب بحرية ضد ما لا أؤمن به و أقف بقوة بجوار ما يقيني فيه ، و لا أخشي التكفير أو خسارة الشارع كالسياسين.ربما تخالفوني في الرأي و لكن من حقي أن تقرأوا وجهة نظري كاملة قبل أن تتخذوا القرار.

تنقسم المادة الثانية في وثيقة السلمي الي ثلاثة أقسام . القسم الأول هو ( الاسلام و العروبة) و القسم الثاني هو (الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ) والقسم الثالث( لغير المسلمين الاحتكام لشريعتهم في أحوالهم الشخصية ) .

سأبدأ بالقسم الأول ، في دستور 1971 (مصر دولة اسلامية )و في وثيقة السلمي ( الاسلام دين الدولة) ، ربما يرضي المواطنون البسطاء بكلا الصياغتين فهم سيرون كلمة "اسلام" أو "اسلامية " و هذا يكفيهم و يكفي رغبتهم في الشعور بهيمة الاسلام و لكن كلا الصياغتان مختلفتين . الأولي تصبغ بالقوة الهوية السياسية الدينية علي الدولة ، فمقابلها ان كان الأكثرية مسيحين ( مصر دولة مسيحية ) فهي اذا تفرض هوية النموذج السياسي الديني الاسلامي علي مصر . هذه الصياغة مضادة ل (مصر دولة علمانية ) مثلاً و ربما يبدو هذا مفاجئاً و لكن قد يأتي بجوار مصر دولة علمانية أن الدين الرسمي للدولة هو الاسلام ! لأن هذه الصياغة تتحدث عن الهوية السياسية للدولة ، لا عن الدين المهيمن . و لنتذكر أن السادات و هو يضع هذه الصياغة كان يريد ارضاء التيار الاسلامي ليضرب به الاشتراكيين ؛لذلك وضع صياغة تجعل من مصر سياسياً دولة اسلامية ،لا مدنية أكثرها مسلمين . و لكن الصياغة الثانية التي وضعها السلمي تجعل (مصر دولة مدنية) و لكن تقول أن (الاسلام هو الدين الرسمي للدولة). هذه الصياغة في اعتقادي مقبولة ,و لكن بعد مليونية الجمعة اضطر السلمي علي التراجع الاصغاء قسراً الي (الحرية و العدالة ) التي رفضت صياغة أن (مصر دولة مدنية ديمقراطية ) و ألغت كلمة (مدنية )و أظن أن السبب واضح الاّن.

لماذا لا تكون الصياغة ( الديانات السماوية هي الديانات الرسمية للدولة )؟ في كثير من دول العالم يتم الاعتراف بأكثر من ديانة كديانات رسمية للدولة ، و أيضاً بأكثر من لغة كلغة رسمية لها . و لماذا يصر الكثيرون علي عدم الاعتراف بوجود غير مسلمين بمصر ؟ لماذا يصر الكثيرون علي أن أي غير مسلم بمصر ليس جزءاً ذا وزن من مصر و ليس سوي(أقلية) ليس من اللائق الاعتراف بها في الدستور ؟

الجزء الثاني هو ( الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع )و هو ذاته بنفس الصياغة في دستور 1971 و وثيقة السلمي.هذا القسم لم يجرأ أحد علي مناقشته طبعاً حتي الذين يرفضون علناً تطبيق الحدود الاسلامية . و لو عدنا ثانية الي الوراء لوجدنا أن السادات و هو يضع هذا القسم، كان يريد ايهام القوي الاسلامية التي يريد بها ضرب الاشتراكيين أنه يمهد بها لفرض الحدود الاسلامية و لكنه طبعاً لم يكن مستعداً لذلك و لكن بقي هذا القسم من المادة موجوداً لا تستطيع القوي الغير اسلامية مهاجمته بعد التحولات التي حدثت للمجتمع المصري و تحول المادة الثانية الي قراّن سياسي يعد المناقشة فيه -كما ذكرت سالفاً - انتحار سياسي .باختصار هذا القسم عبارة عن تمهيد لتطبيق الحدود الاسلامية و هنا نعود الي موضوع تطبيق الحدود الاسلامية. هل يجوز تطبيق الحدود الاسلامية علي غير المسلمين ؟ لو لا يجوز هل سنجعل غير المسلمين يحاكمون بقانون مدني و المسلمين بقانون علي أساس اسلامي ؟ هذا يعني وجود قانونين في الدولة و وجود قانونين في الدولة لم يحدث الا في حالتين (اما نظام التفرقة العنصرية ) أو (أقاليم الحكم الذاتي ) أما الخيار الأول فلا تعليق عليه و أما الخيار الثاني فهو غير وارد في مصر أصلاً فغير المسلمين في مصر ليسوا في مكان واحد ككثير من دول العالم و لكنهم موزعين علي أقطار مصر كلها . و لا ننسي أن كلا الخيارين يعنيان تعزيز الايمان -لا الشعور- بأن غير المسلمين أقلية بمصر يعاملون بطريقة خاصة ، و كل الدول التي بها أقاليم ذاتية يكون انفصال الأقاليم الذاتية عنها مسألة وقت لا أكثر .أما ان كان يجوز تطبيق الحدود الاسلامية علي المسلمين فنحن نري بجوارنا السودان و لكن فالنفكر للحظة ، لو كان الوضع معكوسأ و كان المسيحيون الأكثر و الحدود الاسلامية شريعة مسيحية هل كان المسلمون سيوافقون علي تطبيقها قسراً عليهم و ماذا كان شعورهم حينها ؟، هل المساواة؟ هل المواطنة ؟ هل الحرية ؟ أرجوكم أريد اجابة صادقة من القلب .

و من سيقول الكلام الانشائي عن (قيم الشريعة الاسلامية التي توافقها كل الأديان هي المصدر الرئسي للتشريع) كتفسير ل ( الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ) فليعلم أن الدستور ليس كتاباً أدبياً تذكر القيم و المباديء فيه ، و كل كلمة فيه لها معناً واضحاً و صريحاً يطبق بقانون ما.

أما القسم الثالث المبتكر ( لغير المسلمين الاحتكام الي شرائعم في الأحوال الشخصية ) فهو موضوع بجوار ( الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ) ليس بشكل عشوائي و لكن ل(ارضاء الطرف الاّخر ) فمكانها الطبيعي في قانون الأحوال الشخصية لا الدستور.و هذا يعني أن (الشريعة الاسلامية المصدر الرئيسي للتشريع ) تطبق علي غير المسلمين الا فيما يخص الأحوال الشخصية ، التي تخضع لشريعتهم الخاصة من قبل وضع دستور 1971 أصلاً. و هنا تتأكد النية علي فرض رؤية الشريعة الاسلامية علي غير المسلمين.

بذلك أكون قد أوضحت جزءاً كبيرأ من وجهة نظري في الصياغات المختلفة للمادة الثانية من الدستور و أعلم أنكم حتماً قد لا تقتنعوا بها كلها بالتأكيد و لكن علي أقل تقدير فقد قرأتموها كاملة و أنا أشكركم علي ذلك.

السبت، 19 نوفمبر 2011

الانتخابات!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

خسرت في الانتخابات ، وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء! حسين وأحلام كسبا لقب نائبا دفعتنا ، و خسرت أنا وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
و لكن مجموعتي أنا و مرنا و كريستين و حسام فازت في انتخابات المجموعات هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
سأصير جزءاً من نواب دفعتنا و ستصير مرنا معي و كريستسن و حسام ، أنا مبسوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووطة!
استاذة بسمة أعدت مع استاذة ابتسام المديرة ( بسمة و ابتسام ، فعلاً لائقين مع بعض جداً! ) علي عمل انتخابات لاختيار نواب كل دفعة لديهم ، و قالت استاذة ابتسام ضاحكة : "بنفس نظام انتخابات مجلس الشعب ، الثلث للفردي و الثلثين للقوائم ".
لم أفهم ما قالته استاذة ابتسام و لم أسأل و مثلت أني فهمت ورفعت يدي علي أني سأشارك! و الحمد لله استاذة بسمة شرحت لنا الموضوع و كنت سأفضح!.
قالت استاذة بسمة أن من حق كل واحد منا أن يتنافس علي لقب النائب أو النائبة و عليه أن يعطي خطة واضحة سيفعلها ان صار نائباً و يختار رمز له و سيكون عدد النواب هكذا اثنين . و أما الأربعة الاًخرين فسيختارون من مجموعة يعني كل أربعة يمكن أن يعملوا مجموعة مع بعض و يضعوا خطة واحدة معاً و يترشحوا معاً.
أنا دخلت المنافستين ، دخلت وحدي و مع مجموعة (مرنا و كريستين و حسام) ، خسرت وحدي واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!و لكن مجموعتي فازت هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
اخترت رمز الزرعة و بطيخة رشح نفسه و اختار رمزه باتمان (بطيخة باتمان !)و أمير اختار رمزه بي بليد (رسمها بطريقة مضحكة جداً لأنه لم يجد ملصق بي بليد) و أحلام اختارت وردة و قيكتور اختار عنكبوت وحسين اختار يد .رموزنا كان شكلها مسخرة و لكن استاذة بسمة قالت ضاحكة :" لا تتخير عنها





رموز الانتخابات!".
أما عن خطتي فقد قلت أني سأزرع زرعات كثيرة حول المدرسة و سأعمل حلبات كثيرة لبي بليد في المدرسة و سأكون متوفرة طوال الوقت لكي يطلب مني أي طالب أي خدمة له و سأعمل علي نقل كل الأراء و الاقتراحات للمديرة من الطلاب و خاصة فيما يخص لوائح و قوانين المدرسة( قالت استاذة بسمة أن هذا هو الدور الرئيسي للنائب).
بصراحة أعجبتني فكرة أحلام في خطتها أنها ستعمل مجموعات للأنشطة تديرها مجموعة منا للرسم و الغناء و الرقص و الكتابة الصحفية و العلوم (مؤكد سأشترك فيهم جميعاً)و حتي النكات (رأيي أن يكون أمير رئيس هذه المجموعة!)ٍ
و أعجبتني فكرةحسين الذي قال أنه سينظم مسابقات في كل المجالات و من يفوز يحصل علي لقب .و ضحكت جداً من ثكلرة بطيخة الذي قال أنه سيخفض أسعار الأطعمة ،و أمير الذي قال أنه سيقيم كشك دائم تقال فيه النكات و تقدم فيه مسرحيات كوميدية!
أما خطط المجموعات فكانت ثلاثة، خطة مجموعة الدائرة ؛لأن حسام رفض اسم الزرعة ( أنا و مرنا و كريستبن و حسام ) و مجموعة البطة! ( سامي و بطيخة و أميرو سماء) و مجموعة الياسمين(أماني و صفاء و سلمي و زينب)، خطتنا كانت القيام برحلات لدار المسنين و دار الايتام و مستشفي السرطان و رحلات للبولينج والملاهي و المتاحف كلها (فكرتي) .و عمل معارض للرسومات و الملابس التي نلونها بأنفسنا و الأطعمة التي نطهوها و بأموالها نساعد الفقراء و نشتري لعب لهم (فكرة كريستين) ونعمل حفلات كل أسبوع بعد المدرسة للمواهب (فكرة كريستين) و نزين المدرسة بأحسن رسومات و نجعل أحسن عازفي موسيقي يعزفون وقت الفسحة(فكرة مرنا) و نقدم للمديرة بياناً دائماً بالمواهب التي نكتشفها لتدعمها ،و نجري مسابقات رياضية لنختار بطل المدرسة في كل رياضة أسبوعياً (فكرة حسام).
خطة مجموعة البطة كان اقامة عروض كوميدية يوماً في جزء من الفناء أثناء الفسحة ،و تنظيم مسرحية كوميدية كل شهر في مسرح المدرسة في حصة الأنشطة ،و عرض أفلام كوميدية كل يوم خميس عقب المدرسة و المساهمة في تنظيف المدرسة يومين في الأسبوع ( بطيخة و سامي و أمير ينظفون المدرسة ! الدادات كلهن يشتكين أنهم سبب تعبهم!)
خطة مجموعة الياسمين كانت اقامة حفل أزياء كل خميس عقب المدرسة في الفناء ،و اصدارمجلة تحوي أخبار الاناقة و الممثلين و استطلاع رأي علي ملكة جمال المدرسة و ملك المدرسة كل شهر . و رحلات كل شهر لأكبر المراكز التجارية ، و عمل مسابقات للرياضات المختلفة (فكرة حسام).
أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة أننا ربحنا ، حتي و ان خسرت وحدي و أمسكت بيد أحلام و أمير و بطيخة و حسين لأننا أصدقاء رغم كل شيء، و علي أي حال مجموعتي ربحت،هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! و سأحقق خطتنا حتي لا نكون كذبنا علي من رشحونا و من الاّن فصاعداً سأكون مشغووووووووووووووووولة بعملي كنائبة هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه! و لكني لن أترك مذاكرتي أو رسومي المتحركة أو مذكراتي ، أظن أن هكذا زرعتي ستسعد بي . قلت هذا لاستاذة بسمة فقالت ضاحكة و لكن بلهجة غريبةٍ:" ليت النواب مثلكم!."

الخميس، 17 نوفمبر 2011

عيد الحب

انه عيد الحب ! أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة! ، و الأهم أشعر أني أطير ! أنا حقاَ أطير من داخلي. أسعد من حولي ثانية ، استاذة بسمة فعلاً تحفة ، و ماما و فصلي ، أنا أحبهم جميعاً ، جداً جداً جداً، و أشعر أنهم جميعاً يحبونني جداً جداً جداً ، نحن جميعاً كعائلة ، كلهم اخوتي ، سعيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة!

استاذة بسمة روعة ، تحفة ، تجنن ، أنا أحبهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا!استاذة بسمة صنعت لنا جميعاً كعكة رائعة و كبيرة و طعمها لذيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييذ ،( طبعاً لحقت نصيبي هذه المرة و لم أسمح له أن يلتهموه ثانية هؤلاء المفاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااجيع!)الكعكة كان مرسوم عليها قلب و أعطتنا استاذة بسمة اّلة حلوي نكتب بها أسماءنا علي الكعكة جميعاً و طبعاً أمير و قيكتور و بطيخة و سامي عكوا الكعكة و هم يكتبون أسماءهم ، و مسحوا أسماءنا ، جهلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!ّو لكن استاذة بسمة أنفذت الكعكة منهم ، تحفة استاذة بسمة!
و أحضرت استاذة بسمة لنا ورقاً ملوناً و عملنا منه قلب كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير جداً كتبنا عليه أسماءنا و اسم المدرسة و الناس الذين نحبهم و كتبت أنا اسم زرعتي مصر و ماما و بابا و كل الفصل و كل من أعرفهم في دائرتي و كتبت استاذة بسمة اسمها و أسماءنا جميعاً بجوارها . كانت هناك أسماء كثيرة في القلب لا أعرفها كتبها أصدقائي و لكن لا يهم المهم أنها في القلب!و رسمنا علي القلب أشكال كثيرة جداً نحبها و رسمت لوفي و زرعتي و أبطال الديجيتال و وروووووووووووووووود كثيرة و قلب كبير . و أكثر رسمة أعجبتني هي رسمة استاذة بسمة ،لقد رسمت استاذة بسمة استاذة بسمةّ! لقد رسمت نفسها بشكل مضحك و هي تدرس و تصيح في أمير و بطيخة ( رسمتهما) و هما يجريان منها في الفصل و يسقطون حقيبتها الوردية (تعجبني حقيبتها)! فعلاً استاذة بسمة تحفة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
و جعلتنا استاذة بسمة نصنع ببقايا الورق الملون الكبير هدايا لمن نحبهم ، صنعت أربعة قلوب بالورق الأحمر و الأزرق و الأخضر و الوردي ،قلب لماما و قلب لاستاذة بسمة و قلب لماما و قلب لزرعتي مصر . و كتبت علي كل واحدة أحبكِ و حولها قلوب وورود ملونة كثيرة . أهديت استاذة بسمة القلب الوردي و أهديت مرنا القلب الأزرق ،و أهديت ماما القلب الأحمر ثم أبقيت القلب الأخضر عندي .
مرنا صنعت وردة لونها بنفسجي (أنا لا أحب اللون البنفسجي ) و لكني أحببت وردتها جداً ، كانت رقيقة و صغيرة مثل مرنا تماماً.و أضحكني أمير جداً فقد رسم عنكبوت علي "أحبك يا ماما" . بصراحة لو كنت أمه كنت طفشت!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
أنا سعييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييدة! و أحبك ماما جداً و فصلي و زرعتي مصر و استاذة بسمة ،و كل دائرتي ، أحبكم جميعاً!

الأربعاء، 16 نوفمبر 2011

تابع ساعات اخري في القصر العيني

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

تستمر المواقف القاتلة في الحدوث و استمر أنا في السقوط و أنا أبصر الحقيقة الشمطاء أمام عيني أكثر و أكثر.

لم انتبه لسبب تغيير عامل المصعد رأيه و جعلنا نصعد في مصعد غير مزدحم الا عندما قال جدي أن العامل اقلنا بمصعد فارغ عندما وضع جدي يده في جيبه.

لليوم الثالث تأجلت العملية لأنهم تذكروا لتوهم سؤال طبيبة الصدرية عن رأيها و هي التي اقترحت يوم اخر لاختبار تنفس.

انزلوا أمي أشعة و سمعت أنها علي المخ و هي ستجري عملية مسالك ،فخافت أن يكونوا قد اكتشفوا شيئاً خطراً و بعد اجراء نصف الأشعة تبين أنهم انزلوها للأشعة بدلاً من مريضة اخري . و حسب شهادة أمي فقد تشاجروا بسبب ذلك ثم ستروا الأمر حتي لا يحقق مع أحد.

وتستمر المشاجرات و تستمر المفارقات و أنا أموت من الداخل رويداً رويداً و أري أنياب الحقيقة أقسي و أشد

الاثنين، 14 نوفمبر 2011

ساعات اّخري في القصر العيني

(هذا المقال يقلمي لا بقلم الطفلة)
قضيت ساعات اّخري في القصر العيني ليست لأقل ايلاماً من الأولي و لكن ربما هذه المرة وجعي مختلط ليس مجرد وجع مواجهة الحقيقة و لكنه وجع داخلي علي أمي و علي من حولي و علي نظرة من حولي لي فلتتحروا الحذر فربما حمل مقالي مشاعر خاصة لي ترسل مقالي بعيداً قليقلاً عن الموضوعية.
سأمضي و لن أترك تكراراً لما حدث قبلاً فقد اعتدته لن أذكر ثانية الشجارات مثلاً فقد اعتدتها ،لاحظت أني ككل البشر أملك قدرة علي التعود ، فمثلاً لاحظت أني تعودت علي عدم وجود صابونة في الحمام أو سقوط معظم الطلاء منذ مرات فاتت بالقصر....العيني. سأذكر أشياء جديدة ربما ليست جديدة فعلاً ربما ليست مختلفة و لكنها جرحتني.
احتاجت أمي الي سرير مرافق ، أرادتني بجوارها، متعلقة جداً بي .ذهبت لأسأل عن السرير فرفضوا و قالوا أني اما أن أحجز مقعد أو جناح ب600 جنيه .تعبنا و حاولنا اقناعهم بحجز السرير كما فعلنا في عمليات أمي السابقة و لكنهم رفضوا. و أشارت علينا ممرضة أن نذهب الي مدير الادارة العلاجية و نشرح له الأمر، و سنكتب ورقة طلب و لن يرفضها .طلبت منها ورقة و قلماً لأكتب الطلب ، فقالت لي عبارة فاجأتني ، ربما لن تفاجئكم و لكنها صدمتني :"خليك مصرية، و انزلي استأذنيه و لا تقولي أننا من أخبرك بأمر الطلب و هو سيجعلك تصعدين ثانية لتكتبي الطلب "، فسألتها و لماذا أليس ما تقوله قانوني؟ فقالت أنه يجب أن يقول بنفسه نعم أو لا أولاً و سألتني ألست مصرية قفلت لا فسألتني عن جنسيتي فقلت أني مصرية و لكن "صح لا خطأ"فقالت أنها لم تطلب مني خطأ و لكن ألا أقول أنها قالت لي كي لا أؤذيها. فنزلت الي مدير الادارة العلاجية مع جدي ، و تكلم جدي بطريقة مرهقة فأشفق عليه المدير ووافق علي السرير ، -ربما وافق عليه لأجل سن جدي و لو كنت طلبته أنا لربما كان رفضه-و طلب مني الصعود لكتابة الطلب فصعدت الي الممرضة ثانية و طلبت منها ورقة و قلماً فاحضرتهما لي ،أما ماحدث لي بعد ذلك فهو شجار أسري لا علاقة للمستشفي به ، و لكنه كان لأني رفضت أن يكتب خالي مكاني و رأيت هذا نوعاًَ من الخداع و التدليس و خيانة شرف القلم و طبعاً ك-موقف اجتماعي- وقف المدير مع الممرضات في صف خالي و جدي احتراماً للكبير -علي رأي المدير-، و مرة اّخري قالت الممرضة أن أسلوبي " أمريكي " جداً.
ربما يعد الموقف تافهاً و صغيراً و لكنه يكشف الكثير جداً ، نفاق ، بيروقراطية ، ربط بين القيم الاجتماعية و العمل لضرر العمل ، قرارت تتغيركل حين ، عدم نظام ، أشياء كثيرة غريبة ،ثم أخيراً تسمي مصرية، بختم النسر.
ذهبت لحجز الغرفة فوجدت الحاسوب عليه أقدم برامج حاسوبية ترجع للتسعينات !مما جعله يتعطل و يعطل حجزي للغرفة مرتين . حاسوب أكبر مستشفي حكومي في مصر ! ثم في النهاية عمل و حجزوا لي السرير .أما عن طعام المستشفي فأشك أنه يقف وراء الاسهال الذي حدث لأمي هناك ؛لأني أشك أن الاسهال الذي حدث لي في المرة السابقة كان سببه طعام المشفي .(أذكر أن عامل بالكافيتريا حذرنا من لحوم المشفي من قبل و قال مازحاً أنه لا يريد أن يطرد بسبب كلامه).
وأما عن عملية أمي فقد تأجلت لليوم الثاني علي التوالي ؛ أول يوم لأن الطبيب الذي حجزها لم يحجز لها المنظار !و ؛لأن المعامل لازالت تركب ، و اليوم الثاني لأنهم لم يعملوا لها أشعة صدرية بعد ( مع أنهم تركوا اليوم الأول فارغ) . و أغرب شيء أن أمي بقت لا تعرف الطبيب الذي سيجري العملية لمدة طويلة (نصف يوم) فقط تعرف اسمه!، اّه أعذروني ربما لم تكن لتعد مدة طويلة لي لو كنت مصرية فعلاً!
سأحاول ألا يحدث ذلك و لكن من يدري ؟ربما أعتاد هذه البيروقراطية و تخلف الأجهزة و عدم تقدير الوقت و لا المريض، ربما أعتاد النفاق و ربط العمل بالمجتمع ، ربما أعتاد التأجيل ، ربما أعتاد أشياء كثيرة كما اعتدت غياب الصابونة عن مشهد الحمام ، و ربما للأسف أعتاد أن أكون " مصرية " كما يريدون.

السبت، 12 نوفمبر 2011

خمس ساعات في القصر العيني

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

كانت خمس ساعات صعبة جداً علي ، واجهت ما كنت أقرأه ، أكتبه و أشاهده علي التلفاز. دائماً يمنعني حاجز منيع عن الواقع أكتب من عالم و أحيا في اّخر ، أقرأ عن عالم و يهيأ الي أني أحيا فيه و أصدم أني من كوكب اّخر ، أظن نفسي حية وسط بلادي و أنا أحيا داخل قوقعة كبيرة محتجزة داخلها أنظر الي الخارج من ثقب فيها. و لكن اليوم تحطم حصن منيع و خرجت من قوقعتي لخمس ساعات ، خمس ساعات أرتني الكثير.
مرضت أمي و صرخت، تألمت و خافت أن يزيد عليها الألم فذهبت نحو القصر العيني ، لم أتخيل أن نبقَ هناك أكثر من ساعتين علي الأكثر ، فقد شعرت أمي بمغس الكلي مرات عدة قبل ذلك و لم يكن الأمر ليزيد عن هذا الوقت ، ارتديت ثيابي بسرعة و كان لدي مزاج أن أرتدي ملابس (محتشمة) عكس طبيعتي ، لم أدري ألأني خائفة عكس العادة أم لرغبة لدي في التغيير و لكني أرتديت ثيابي بسرعة و نزلت مع أمي و جدي و سائق الشرطة الذي يعمل معنا و مع خالي مقابل أجر من أمي.
دخلت الي المستشفي و لم يكن في بالي أن شيئاً أكثر من المعتاد سيجري و كالعادة دخلنا الي الطوارئ التي كانت مزدحمة جداً و كانت في استقبالنا ممرضة تعرف أمي و تعتني بها و نعطيها دوماً بقشيش مجزي ، ساعدت أمي و ذهبت لتبحث عن طبيب كالعادة ، حتي ذلك الوقت كنت أظن أن كل شيء سيمضي كما مضي دائماً ، و لم تخطر ببالي ما ستحمله الساعات القليلة المقبلة من أحداث قد تبدو لقرائها عادية و لكنها لكاتبتها تحمل الكثير جداً.
تأخر الطبيب قليلاً و لما جاء كتب لأمي مسكن يحمل جرعة مخدرة و بقينا ننتظر و أمي تصرخ كما لم أسمعها تصرخ من قبل مدة لا أعرفها و لكنها طويلة و لما سألت الطبيب عن المخدر قال أنه قادم (و كان يتحدث في جوالهو يجلس في الاستراحة و otvعلي التلفاز) و السبب هو أن الدواء غير متوفر و اضطروا لاحضاره من الخارج .مع كل صرخة كان شيء داخلي يتغير ، أنا باردة و قد تعودت علي صراخ أمي و لكن هذه المرة الأمر كان أشد ، لقد خرجت و سمعت صراخها من بعيد و عندما عدت الي سرير أمي و اغلقت الستارة فتحتها سيدة و قالت لي أنها جاءت لتري ان كانت أمي وحيدة لتبعث اليها أحدهم . كل هذا عادي ، شعور ابنة بالألم تجاه أمها التي تقبض علي يدها و كأنها تتشبث بطوق النجاة ،و لكن ما جاء بعد ذلك لم يكن ألماً لأمي التي تصرخ و لكني لبلادي التي تصيح. عندما جاء المحلول لأمي جاءت الممرضة و معها ممرضة أصغر لتضعا المحلول و لكن كان الأمر عسيراً لضعف ضخ الدم و استعانتا بثالثة كانت ماهرة جداً و وضعت لأمي المحلول بسرعة ، فرحت بمهارتها التي أسعدتني لأن بلادي بها ممرضات ماهرات و لكني تسرعت ، أجل تسرعت.
يا تري هل كانت الممرضات الثلاث ستعتنين بأمي هكذا ان لم تكن دكتورة جامعية و تعطي بقشيشاً مرتفعاً ؟ سؤال صعب علي ؛فأنا دائماً أضعف و لا أملك الشجاعة لعدم اعطاء ممرضة أو خادمة أو نادل بقشيش لأري ما سيفعلونه حينها ، أخشي ، و أتمني أن أملك الجرأة ذات يوم لفعل ذلك و مجابهة الحقيقة .
تركت الممرضات أمي حتي يعمل المخدر و مضين ، و جلست الي جوارها في عنبر الطوارئ ، و اغلقت الستارة ، و لكن حاسة السمع التي تعد الأقوي لدي لم تغلق نو دفعتني دفعاً نحو الحقيقة . سمعت صوت الممرضة (الماهرة) تحدث اثين يبدو من صوتهما أنهما ليسا مصريين أو علي الأقل ليسا من القاهرة . كانت نبرتها نبرة تعالِ و جفاف ، قالت لهم بكل تعالٍِ أن مصاريف كشف الباطنة 6 اّلاف جنيه و صدمهما الرقم فكرراه ، فقالت لهما أن هذا الرقم غير العمليات التي ستحتاجها الحالة و الغالية جداً فسخر أحدهما و كرر( غالية جداً) فأعادتها ثانية و قالت أنهما يجب أن ينزلا معها الاّن ليكتبان أنهما سيخرجان لأنه" ليس معهم نقود" قالت العبارة الأخيرة بتعالٍ شديد غاظني .وددت لو ساعدتهما لو دفعت النقود لهما و لكني تذكرت أني لا استطيع أن أفعل الشيء ذاته كل مرة أري فيها هذا الموقف هنا ، شعرت بالذنب ، شعرت أني عندما امنحها البقشيش فأنا اشترك في هذه الجريمة و لكني منحتها أياه . وقلت لنفسي أن هذا لمهارتها ( و التي اثبتتها أكثر بعد ذلك) و لكني مازلت أتسأل ألست جزءاً من هذه الجريمة؟
سمعتها ثانية و لكن هذه المرة تتحدث في الجوال مع أحدهم و تسأله عن حالة طفل و تقول له أنه مريض منذ الصباح و هي بالعمل لا تستطيع تركه و أعصابها محطمة و مضت تصيح فيه و بعد أن أغلقت الخط مضت تسب و تلعن.ربما اخطأت و لم يكن الصوتين لها و لكن في كل الأحوال فلا يهم لمن الصوتين و لكن المهم أنهما موجودين.
بصراحة لم استطع التحمل أكثر، هشة ، أليس كذلك؟ مضيت أبكي ، أجل بكيت . لم أبكِ بسبب صراخ أمي أو القشعريرة التي انتابتني في كل مرة غرزوا فيها الابر ، و لكني بكيت لأني رأيت ، أبصرت ، سمعت . صحت بأمي و قلت لها أنها سبب معاناتي ، أنها أرتني الحقيقة ، كنت ابنة سيئة ، أليس كذلك؟ قالت لي أمي أن أعود للمنزل و لكني صحت أن علي الصمود ، أني لا ينبغي أن أضعف و يجب أن أواجه الحقيقة. للحظة كرهت مبارك جداً ، كيف تذكرته ؟ لا يهم و لكني كرهته ، كرهت من جعل أناساً يعجزون عن علاج أهلهم و يشعرون بالذلة من تعالي ممرضة عليهم لعجزهم حتي عن دفع ثمن الكشف ، تسألت ماذا لو لم تكن أمي دكتورة جامعية؟ ماذا لو كنا فقراء و جاءها هذا الألم ، كيف كنت سأتحمل طردنا رغم ألم أمي ؟أما كنت سأكفر بالوطن ؟ تذكرت واحد حكي عن رفض مستشفي علاج ابنه و قبول مستشفي القوات المسلحة ، لقد كره المستشفي و لكن لو تركته القوات المسلحة لكان كره الوطن.
خرجت و سرت بأمي نحو الأشعة المقطعية لنري في سبب تكرار المغس الكلوي و أنا ذاهبة رأيت شجاراً كبيراً في الاستقبال بين ممرض أو طبيب طوارئ ( لا أدري ) و بين رجل و حولهم مجموعة قال الممرض أنه كان يقصد المساعدة فرد عليه الرجل ( بالأم و بالأب) و لم أسمع الباقي و لكني فقط شعرت أني وسط سوق و تسألت كيف حال المرضي و حولهم شجارات هكذا و لم استطع الوقوف أكثر عندما جاءت عيني في عيني الممرض فمضيت نحو غرفة الأشعة . هناك حكيت لأمي و قالت أن سبب الشجار غالباً مادي لأن المستشفي شديدة الغلاء ، و لكني شككت بالأمر . انتظرنا قليلاً لأن فنيي الأشعة كانوا يصلون ثم دخلت أمي الأشعة و بقيت أنا في استراحة الأشعة مع جدي و ممرض و اتصلت بجدتي التي مضت تثرثر معي و كانت في حالة قلق بشع ، ثم جعلت جدي يكلمها ، فاذا بي أفاجأ بالممرض مركز تماماً مع جدي و ينظر اليه بامعان و هو يحدث جدتي ، فلم أتمالك نفسي من الضحك!
و عدنا نحو الاستقبال و جلسنا هناك و جاء ممرض يتسأل ممرضة عن ممرضة اًخري فقالت أنها تصلي فقال " أي صلاة في الثامنة و النصف" و مضي يتشاجر معها. ثم سمعت شجاراً هائلاً يأتي من ناحية باب الطوارئ و لكني لم أعرف عنه شيئاً . بعد الأشعة تبين وجود ضمور في الأنشجة بالكلي و طلب الطبيب ابقاء أمي بالمستشفي لعمل منظار ( و كان يراقب جواله و هو يحدث أمي) و سمعت حواراً في استراحة الأطباء كان فيه اثنين يتحدثان عن قرب سقوط الأسد و أن تجميد عضوية سوريا يعطي الطريق لأمريكا لتفعل ما تشاء من حظر جوي.
حجز خالي غرفة لأمي مشتركة لعدم وجود غرفة مزدوجة فارغة ،و حجزها بأنف أذن و حنجرة لامتلاء المسالك البولية، و مع ذلك عندما وصلنا الغرفة رفضت الشريكة ادخالنا في البداية و كان معها ثلاث نساء و طفل و رجل و رفضت غلق الستارة عليها ، و جائت احدي النساء لتتشاجر و تسأل عن ثمن المرافق ، و هنا لم أمتالك نفسي فمضيت أضحك و أبكي في اّن واحد أمام الممرضات ،و بكيت بشدة و ضحكت بشدة أيضاً. في النهاية دخلنا الغرفة و طلبنا الأمن ليري من سيبقي معها و من سينزل و كانت مريضة سكر بترت ساقها و ستبقي معها ابنتها لمساعدتها و هنا تركنا الغرفة لها باذن خروج حتي الصباح و أجري خالي حوار لم أسمعه مع الرجل الذي كان معها في الغرفة حول الثورة حيث قال عنها أنها فاشلة ، أما الرجل فقد شارك فيها ، و كان يدافع عنها. و بعد هذا الحوار انتهت الساعات الخمس.
كانت خمس ساعات صعبة غيرت نظرتي و حملت في طياتها الكثير، ربما ترون ما رأيت كل يوم و لكني متأكدة أنكم حتي ان أعتدتم عليه فهو ليس بالعادي.

دار المسنين

اليوم ذهبنا الي دار المسنين ! استاذة بسمة حملتنا الي هناك! حرفياً حملتنا! حملت استاذة بسمة واحد واحد منا الي الحافلة ثم من الحافلة الي باب الدار ! تحفة استاذة بسمة ! اشترطت أماني أن تحملها استاذة بسمة لكي تذهب الي الدار ، فحملتنا استاذة بسمة جميعاً و قالت أنها نفذت الصفقة و ضحكت ! حتي بطيخة حملته حتي الباب !
يا تري ماذا كنت سأشترط علي استاذة بسمة ؟ مازلت أفكر منذ الصباح ،أجل ، وجدتها ، سأشترط عليها أن تطهو لنا محشي ، هييييييييييييييييييييييييييييييييه! سأشترط عليها هذا في المرة القادمة ، سيكون رائعاًَ و لكني سأكون أول من يأكله و لن يأكلوا نصيبي أبداً.
المهم ، دخلنا الدار و كانت كلها أشجار و طبعاًَ بذلت استاذة بسمة المسكينة جهداً خارقاً لتلم أمير و سامي اللذين مضيا يجريان وسط الأشجار و كأنها حديقتهما ، فعلاً هوجائيوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!
فضحونا أمام الكبار و طبعاً اضطرت استاذة بسمة المسكييييييييييييييييييييينة أن تعتذر للجدود و التيتات و لرئيسة الدار ، و أن تعنفهما بقوة ،و هددتهما ألا تأخذهما معها ثانية في أي رحلة فهدؤوا ، فعلاً علي رأي ماما ( يخافوا و لا يختشوا!!!!!!!!!!!!!!!)
الدار لم تكن جميلة جداً ، و لكني كنت سعيدة جداً فعلاً استاذة بسمة محقة ، نحن نسعد بصدق عندما نسعد الاّخرين ، و قد شعرت حقاً أني أسعد الجدود و التيتات و نحن هناك. ماما قالت لي أنها كانت تتمني أن يكون جدي حياً لكي تكون بجواره لأنها تحبه جداً ، لا أريد أن يموت بابا صغيراً و مؤكد عندما يكبر لن أضعه في الدار ، انها ليست سيئة و لكن كل من هناك حزينون لأنهم وحيدون , ليس معهم أبناؤهم ،. الأشخاص أهم من الأماكن هكذا تقول ماما دائماً و أنا أصدقها في هذا.
و بصراحة أشعر أن الجميع في الدار فرحوا بنا جداً جداً جداً ، و أنا أيضاً فرحت بهم ، أماني و مرنا تقولان دائماً أن جديهما يدللانهما أكثر من والديهما ، و لكني جديي ميتين ،وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء! و لكن اليوم لم أعد حزينة لذلك ، لأني صار لي جدود و جدات كثيرووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووون!
كثيرون جداً ، اليوم وزعت أنا و الفصل و استاذة بسمة الورد عليهم جميعاً ، . فرحوا جداً بالورد و أنا أيضاًَ فرحت عندما رأيتهم يضحكون . و سامي و بطيخة و أمير شدوا جدو صلاح شداً لكي يلعب معهم ! استاذة نازك رئيسة الدار حاولت منعهم و لكن جدو صلاح لعب معهم و أعطاهم شيكولاتة أيضاً ،و أنا لم اّخذ شيكولاتة ،وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!
تيتا سعاد قالت أنه لا يصح أن يلعب الكبار مع الصغار ،لأن هذا لا يناسب سنهم . لماذا ؟ ماما تقول نفس الكلام و كذلك خالاتي ويضحكون علي كبار السن الذين يلعبون رياضة في النادي أو يلبسون ملابس ملونة (تعجبني) و علي أحدث صيحةو لكني لا أضحك معهم و لاأصدق هذا ، أنا عندما أكبر سأظل ألعب بي بليد و أتابع رسومي المتحركة و بخاصة one piece (هل سيظل مستمر حينها؟) . لا يمكن أن ألبس الألوان الداكنة التي ترتديها ماما و خالاتي أبداً و لا يمكن أن أترك لوفي عندما أكبر أو بي بليد .
جدو سامح كان سعيداً جداً عندما أعطيته دفتر يومياتي ليقرأه و قال أني أمتلك موهبة كبيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييرة جداَ في الكتابة ! جدو سامح كان صحفي و هو صغير ! يعني أنا يمتدحني صحفي كبير هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه!
تيتا نجاح فرحت جداً برسومات قيكتور و قالت أن لديه حس عالِ في لوحاته ، قيكتور لديه حس ! و عالٍ أيضاً فلينقذني أحد من الضحك! بهذا المعدل سأموت ضحكاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
و لكن ما أحزنني هو حال جدو حسني و تيتا علياء ، جدو حسني لا يستطيع الحركة و لا يتحدث معنا ، استاذة بسمة تقول أنه لا يشعر بوجودنا أصلاً فهو مريض جداً و أبناؤه لا يسألون عنه و يدفعون أموالاً للدار لجعل الممرضات يعتنين به . حزنت جداً لأجله و حاولت أن أرفه عنه ووضعت له وردة علي الكرسي المتحرك و ربطها فيه و لكنه لم يقل شيئاً لي و لم ينظر الي حتي .أنا فعلاً غاضبة من أبنائه و أحفاده أكثر فلو كان لي جد لما تركته أبداً ،فعلاً وحشييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين.
تيتا علياء لديها زيمر -اسم مرض يشبه هذا- فهي لا تستطيع أن تتذكر أشياء كثيرة ، تقول استاذة بسمة أنها يمكنها تذكر أشياء منذ عشرات السنوات و لا يمكنها تذكر مكان الحمام ، أنا لا أفهم كيف ذلك ، و لكني حزينة لأجلها و لا أدري هل ستتذكرنا عندما نأتي المرة القادمة أم لا ؟ ، سأحزن ان نسيتنا فقد أحببتها جداً و أعطتني حلوي لذيذة جداً و لم تعطِ سامي و لا أمير لأنهم أشقياء ، أحسن لكي يتربوا! ، لا أشفقت عليهم! تيتا علياء ليس لها أبناء و أخوتها لا يزورونها أبداً ، أنا ليس لي أخوات أو أخوة و لكن لو كان لي ما كنت سأتركهم أبداً كأخوة و أخوات تيتا علياء ، فعلاً أنا أحب تيتا علياء و لن أتركها كما تركها أخوتها و أخواتها.

اليوم كان جميلاً جداً و فعلاًَ فرحت لأني أسعدت تيتا علياء و تيتا نجاح و تيتا سعاد و جدو صلاح و جدو سامح و أتمني أن أكون قد أسعدت جدو حسني و سأعود اليهم جميعاً كما وعدتهم فقد صاروا جميعاً أصدقائي ، لوفي لديه أصدقاء كثر أكبر منهم كبروك و لا يتركهم أبداً و أنا لن أتركهم أبداً كما فعل أهلهم الوحشييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين و لن أترك ماما أو بابا أبداً عندما أكبر . قلت لاستاذة بسمة ذلك و قالت لي أنها ستحضرنا كل شهر لنراهم لأنهم صاروا أصدقاءنا جميعاً و سألتنا بصوتٍ عالٍ "أليس كذلك ؟"و صاحنا جميعاً بأعلي صوتنا وسط الدار "أجل ، صرنا أصدقاء!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!"
فقالت استاذة بسمة ضاحكة :" فعلاً ، فصل فضيحة!"

الخميس، 10 نوفمبر 2011

الغيبة و ايماننا بالحرية

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

الغيبة من أسوأ الخصال التي تزرع في المجتمع ، التي تنمو مع الصغار ربما منذ كانوا في أرحام أمهاتهم،التي تغرس بذورها بقوة داخلنا و يصير مع مضي الزمن اجتثاثها أشبه بالمستحيل.كل هذا نعرفه جميعاً و ربما جربناه و أكتوينا بناره مغتابين و مغتابين، و لكن هل فكرنا يوماً بأن هذه النار وقودها الايمان أو بالأحري عدم الايمان بالحرية؟


الغيبة سلوك اجتماعي ينتج عن تربية منذ الصغر علي عدم وجود خصوصية للفرد ،فنحن ندع الصغار يستمعون الينا و نحن نتحدث عن غيرنا و عن ثيابهم و زواجهم و طلاقهم و سلوكياتهم و فشلهم و أرائهم. نجعلهم يتعلمون كيف يحشرون أنوفهم في شئون غيرهم و كيف ينظرون الي أدق التفاصيل في حياة أقرانهم منذ الصغر ، ننسف داخلهم مبدأ الخصوصية ، و نرسي داخلهم قواعد التدخل في شئون الغير و عدم الايمان بحرية الاًخر . عندما يكبر الصغار نراهم نسخة مسخة منا و هم ينظرون الي ثياب الاًَخرين ، أفكارهم ، زواجهم ، طلاقهم ،فشلهم و لا يحترمون حرية هؤلاء الاًخرين في الملبس و الزواج ، و الفكر ، و اختيار الطريق.

هل فكرنا من قبل لماذا تقل الغيبة في المجتمعات الأكثر تقدماً ؟، ربما لضعف المجتمع و العائلة ،و لكن أيضاً لأنهم يؤمنون بحرية كل فرد في الاختيار .لا يؤمنون أنه من حقهم سلب الاّخر حقه المشروع في حرية الاختيار.الحرية الشخصية في الملبس و الزواج و التحرر أو التعصب.لو أننا لا نري أن الطلاق ليس خطأ أو أن الملبس الذي لا يعجبنا ليس خطأ و أن الدين المختلف ليس خطأ و أن كل هذا و أكثر حرية الاّخر هل كنا سنغتابه؟ لو كنا نري أن السمين و الذي يرتدي ملابس ممزقة و الذي يصفف شعره بطريقة غريبة أحرار في هذه الاختيارات هل كنا سنغتابهم؟ لو كنا مؤمنين حقاً بحرية الرأي و العقيدة ، هل كنا سنتكلم بنية الغيبة عن المختلف معنا في
الدين و الرأي و نسخر منه خلف ظهره؟لو كنا مؤمنين حقاً بالحرية هل كنا سنتحدث عن الذي يتبني رؤية اًخري في الدين علي أنه كافر أو في أحسن الفروض فاسق؟لو كنا نؤمن بالحرية الشخصية هل كنا سنغتاب من يطلق و من يتزوج عدة مرات و من يفضل أو تفضل العنوسة؟لو كنا نؤمن بحرية العقيدة هل كنا سنغتاب -لدرجة اشعال الفتنة- في من يختار بحريته تغيير دينه؟

الغيبة أغلبها مشكلة ايمان بحرية الاّخر أو كفربها ، ايمان بحق الاّخر في الاختيار أو كفر به. و كما تعد الحرية و قمعها دائرة لا يسلم منها أحد تبدأ بقامع كبير مروراً بقامع أصغر فقامع أصغر ،حتي تشمل المجتمع بأكمله ، فكذلك هي الغيبة لا يسلم منها أحد فعندما نكفر بحرية شخص و نغتابه حتماً سنجد من يكفر بحريتنا و يغتابنا ، فهي دئارة لا تنتهي.و أعتقد أن الخطوة الأولي للاقلاع عن هذه العادة القمعية ( التي تقمعنا قبل الاّخر و تجعلنا عبيد لها يصعب علينا التوبة منها)أن نفكر دائماً في أن الاّخر يملك الحق في اختياره و يملك الحرية ، فعندما نجد أن كلمة سيفلت زمامها من شفاهنا نفكر أليس الاّخر حر؟ قبل أن نتركها تخرج الي غير عودة و تعمق داخلنا أكثر كفرنا بالحرية التي نتشدق ليلاً نهاراً بها ،و توسع أكثر دائرة الغيبة الكبيرة التي تبتلع المجتمع غير المؤمن بالحرية بأكمله... .

الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

ازدواج معاييرنا مع الغرب

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

كثير منا يلوم الغرب علي ازذواجيته ، علي نفاقه علي سياسة الكيل بمكيالين ، و السماح بحرية النقد شرط ألا تمس الطفلة المدللة (اسرائيل) و لا أسياد الأسرة رجال الأعمال الأكابر الانتهازيين. تارة يتشدق الغرب عن الحرية و قمع التظاهر السلمي ،و تارة ينفذه بحذافيره عندما تهدد هذه الحرية أياً من الخطين الأحمرين . نعاتب الغرب علي كل هذا و نصيح دائماً ضد ازدواجية معايره مع الطفل المدلل و أرباب الأسرة ،و لكن هل فكرنا للحظة أننا أيضاً نعامل الغرب بمعايير مزدوجة؟
( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

قد يبدو الأمر غريباً ؛ و لكني أراها الحقيقة . من ناحية نصيح هذا الغرب فاجر منحل فقد القيم الاجتماعية و يعاني من التفكك و ضعف الروابط العائلية و انهيار المباديء الأخلاقية و استفحال العري و الشذوذ و الزنا و أطفال السفاح هذا من ناحية ،و لكن من ناحية اّخري نشعر بأننا أقل. قد يكذب الكثيرون ذلك و لكن لماذا يحب الأغلب أن يتحدث بالأجنبية و يفخر باتقان أبنائه لها؟ لماذا دخل في زينا كل ما هو أجنبي و كالجينز الضيق ؟ لماذا يفخر الكثيرون بسفرهم للخارج أو صداقتهم للأجانب؟ لماذا تعد أقسام أدب اللغة العربية في الكليات أفضل من نظيرتها الأجنبية ؟ لماذا يحب الأطفال أن يرتدوا ملابس عليها كلمات أجنبية ليمدحهم من حولهم؟لماذا يكون من الأفخر اجتماعياً القراءة و الكتابة بالانجليزية؟

النماذج كثيرة، و أظن أننا جميعاً نراها كل يوم مذ كنا صغاراً لدرجة أن من أسلوب اقناع الاّخر بالرأي أن يقال أن الغرب ( الذي هو أعلي منا ) يفعله.ألا يدل كل هذا أنه رغم الازدراء الظاهري للغرب في اللاوعي الجمعي هناك ترسب كبير يجعلنا نشعر أننا أقل من الغرب.

و ليس هذا هو المعيار الوحيد المزدوج في علاقتنا مع الغرب ، فهناك نماذج اّخري أصغر توحي بازدواج حقيقي في معاييرنا تجاه هذا الغرب. مثلاً نموذج قد يبدو تافه و لكنه يظهر الكثير. نحن نشجب كثيراً رفض الغرب للحجاب و للنقاب ، و يحاول حظرهم بقوانين رسمية أن هذا ضد الحرية الشخصية ، و لكن عندما تسير أجنبية في الشوارع القاهرية بقميص بحمالات رقيقة ،ننتقد عدم احترامها لل-مجتمع -المصري ، و لا نقول أن هذا من حريتها الشخصية أو أن النقاب و الحجاب لا يحترمان - المجتمع -الغربي.

من ناحية نصيح أن المجتمع الغربي يضطهد المسلمين و لا يسمح لهم ببناء المساجد أو تقلد مناصب قيادية ، و نشجب و ندين تقييد الحرية الدينية و التمييز الديني ، أما عنا فنحن نقييد حرية بناء الكنائس و نرفض أي رئيس غير مسلم لمصر و نقول أن المسلمين أغلبية و المسيحيين لا يزيدون عن 10% بينما مسلمو أمريكا لا يصلون الي ال1% أصلاً!

لا يجب أن نكون مثلهم ، نحمل ميزانين أينما نسير ، ميزان يثقل ما نريد و يخفف ما نبغي . لا يجب أن نتهم بشيء و نفعل مثله . لا يجب أن نتمني العدالة العمياء و ننفذ الجور الصريح . لنكون صادقين يجب أن نعدل ، و لنكون عادلين يجب أن ننصف و ألا نطغي في الميزان.

الأحد، 6 نوفمبر 2011

صلاة الرئيس

(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

كان كل جمعة أو عيد يحمل لي مشهد مثيراً للاعصاب ،مشهداً يزيد من حنقي ، مشهداً يوقظ
داخلي تساؤلات .كنت أري الرئيس يصلي في التلفاز!

في البدايةكان الأمر غريباً ، و لكني سرعان ما تعودت عليه ،و صار أمراً روتينياً أعتاد رؤيته بدون أن يثير انتباهي ، و لكن يوماً ما أفقت و انتبهت الي غرابة المنظر! أجل المنظر غريب ، الرئيس يصلي في التلفاز!

كثيرون ربما يسألون ما الغريب و يقولون أنه شيء طبيعي ، و لكن كيف يكون شيئاً طبيعياً؟ كيف يصلي انسان أمام الكمرا و يعلم أن الملايين يشاهدونه ، حتي و ان كان ملاكاً ،ألن تلمح عيناه و لو لدقيقة الكمرا ؟ألن يفكر و لو لثانية بشيء غير الله سبحانه و تعالي- و رسوله- عليه الصلاة و السلام-؟ ألن تداخله و لو للحظة رغبة في ارضاء الجمهور؟

ثم بعيداً عن الرئيس ،ماذا عن الشعب؟ أليس من الخطر أن يرتدي الرئيس عباءة المتدين؟ أليس من الخطر أن يكون تدين الرئيس -علي الشاشة - معياراً له ؟ ألن يضفي هذا بعداً دينياً للرئيس كدور الخليفة ، و الخطر الأكبر هو أن يتحول البعد الديني لستار يخفي البعد السياسي للرئيس. أليس من الخطر أن يترقب المواطن صلاة الرئيس لا أعمال الرئيس؟

و ماذا عن الوطن؟ ماذا عن مدنية الدولة و علمانيتها ؟ ألا يمثل هذا خلطاً للدين بالسياسة؟ ألا يمثل هذا غطاءاً دينياً لمنصب رسمي؟ ألا يهدد هذا بظهور رموز سياسية تترقب الفرصة لخداع البسطاء و الصلاة أمام " الشاشة " بدلاً من تقديم برامج حقيقة و فكر حقيقي؟ ألن يقف هذا التقليد المنافق الذي يقف فيه المصلي أمام الله-عز و جل- من جهة و أمام الشعب من جهة اّخري حائلاً أمام ترشح المرأة أو غير المسلم للرئاسة؟

لا أريد للنفاق الديني أن يدخل في السياسة ، لا أريد للبسطاء أن يخدعوا بمنظر خاشع في الصلاة قد يكون خاشع شكلاً فقط ، خاشع لهم لا لله-عز و جل-. أريد صلاة صادقة من قلب مؤمن يراه الله -سبحانه و تعالي- و يطلع عليه ، وأريد عملاً سياسياً صادقاً و أميناً بدون نفاق و بدون تخفي وراء أستر دينية خادعة.هذا ما أريده و لذلك أرجو أن ينتهي هذا الطقس المنافق تماماً و ألا يظهر أي رئيس قادم لمصر و هو يصلي في التلفاز.

أين لمة العيد ؟وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!

أنا حزينة جداً ،وااااااااااااااااااااااء! ، كل سنة العيد يصبح بلا طعم و لا لون و لا رائحة أكثر من العام السابق له . عائلتنا صارت مفككة جداً ، فيما مضي كنت أفرح كل عيد بلمتنا و بالعزومة الضخمة التي كانت تعدها ماما لأخوالي و أعمامي ( ماما لا تطبخ طعاماًَ دسماً كهذا طوال السنة) كنت انتظر العيد كل سنة لاّخذ عديتي من أخوالي و عماتي ( ماما و بابا لا يعطونني عدية و يقولان أنهما يحققان لي كل شيء و لكن العدية شيء اّخر انها روح العيد!)، كنت انتظر كل عام مجيءالخروف (صحيح أنني أشفق علي الخروف و لا أحب أن أراه يذبح )، و لكن وجوده معنا يجعلني أسعد ؛فأنا أطعمه اليومين السابقين علي العيد و كنت دائماً أكلمه و أعتذر له ؛لأننا مجبرون علي ذبحه.

و لكن هذا العام العيد بلا أي طعم ،عائلتنا لم تعد تتجمع ، ماما تقول أن كل واحد أصبح له عائلته ،و أن عمي سافر كندا و لن يأتي مصر فقط ليرانا و عمتي أبناؤها تزوجوا و ستذهب لزوجاتهم أما أخوالي فهم يعملون في شركات و لن يكون لهم اجازة في العيد ، أنا لا أريد أن أكبر و أعمل بدون اجازة في العيد (وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!)
أنا لا يعنيني هذا كله أنا أريد أن نكون عائلة مجدداً أن نلتقي معاً في العيد و يعطوني عيدتي و نلعب مع الخروف معاً ، أريد أن نتناول الطعام معاً و أن تطهو ماما وليمة و أن يمتدحوا لبس العيد الذي اشتريته ( حتي لبس العيد الذي اشتريته هذا العام لا يعجبني ،واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!)

استاذة بسمة قالت لنا أننا يجب أن نحافظ علي تماسك عائلتنا ،و أننا كمصريين أجمل ما يميزنا هو دفء علاقاتنا ، و حماسة قلوبنا ، و فرحتنا الصادقة .و لكن أين هم ؟ أنا لم أعد أشعر بهذا الدفء و لا بالفرحة الصادقة ، عائلتي صارت مفتتة ، ضاع العيد و ضاعت اللمة . أين لمة العيد ؟ أين هي؟

سأذهب الي الخروف ، سأتحدث اليه قبل أن يذبح ، سأقول له ما أشعر به ، و سأعتذر اليه ككل عام ، ربما يسامحني الخروف و ربما يفهمني أكثر من عائلتي المفتتة ،واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!

السبت، 5 نوفمبر 2011

وردة حزب النور

                 (هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

الخبر : حزب النور السلفي يضع ورد بدلاً من  صورمرشحاته . تعليقات الفيسبوك: حزب النور أول حزب في العالم يرشح ورد بدلاً من المرأة .تعليقات الحزب: مرشحات الحزب أغلبهن منتقبات أو مخمرات و لذلك يرفضن وضع صورهن وبدلاً من بقاء المكان فارغاً وضعونا صورورد ، و مرشحات الحزب سيشاركن في الدعاية الانتخابية و لكن طبقاً للضوابط الشريعة و هي عدم الاختلاط ، و سيتحدثن مع النساء و سيستمعن لمشاكلهن و لكن لن يتحدثن مع الرجال.
  
      هذا الخبر رغم تفاهته و ربما كوميديته الا أنه يكشف عن حقائق تفكير أو فراغ تفكير التيارات الاسلامية و بخاصة السلفية منها و موقفها تجاه المرأة.فلو نظرنا الي الجزء الثاني من تعليق الحزب لوجدنا الكثير من الاسئلة البدهية التي لم يسألها أحد . فأولاً كيف ستدخل مرشحة مجلس الشعب بدون أن تتعرف علي قضايا المجتمع و هي مكتفية بالقضايا التي تسمعها من النساء ؟ كيف ستناقش قضية كالبطالة أو التعليم أو الصرف الصحي و هي لم تستمع لمشاكل الدائرة من رجالها كنسائها ؟ أم سيكون حضورها للجلسات حضوراً رمزياً تكتفي فيه بدور المستمع؟ ثم ان كانت المشكلة في عدم جواز الاختلاط فهل  يعني هذا أن المرشح الرجل لن يسمح له بالحديث مع النساء ؟ لو سمح له فهذا تناقض و ازدواج و ان لم يسمح له ، فهل يعني هذا أن نساء الدائرة لن يحق لهن عرض مشاكلهن سوي علي المرشحة الأنثي ؟ و هل يعني هذا أن المرشحة الأنثي مختصة بقضايا النساء و المرشح الذكر معني بقضايا الرجال؟ ثم ما هي قضايا الرجال أصلاً ؟ هل التعليم و الصحة و الصناعة قضايا رجال أم قضايا وطن يشترك فيه رجاله و نساؤه؟ و هذه القضايا المشتركة من اختصاص من المرشحات أم المرشحين ؟

      أما الكوميديا السوداء في وضع صورة وردة في موضع صورة المرشحات فتكشف نوايا الحزب الحقيقية في ترشيح النساء مع التأكد من عدم فوزهن . فمن سيرشح  مرشحة لا يعرفها؟ قد يقال أن المرشح يرشح برنامج لا شخص، و لكن عقلية المجتمع الاّن مازالت تخضع لعقلية الفردي أي ترشيح الفرد لا البرنامج ، فمن سيرشح مرشحة علي الأقل  يريد أن يعرف من هي؟و هنا قد يعود المتسائل ليقول أن من يرشح مرشحة لن يهمه شكلها و لكن شخصيتها و فكرها ، و لكن كيف يعرف شخصيتها و فكرها و لا يجوز لها أن تحدثه -طبقاً للضوابط الشرعية المذكورة سالفاً_ ، و هنا أسأل كيف سترشح النساء مرشح ذكر لا تعرفنه  و لا يعرف هو ما مشاكلهن؛ لأنه لا يجوز لهن التحدث معه ؟ أم يا تري ستكتفي النساء باطاعة رأي محارمهن و أزواجهن الذين تعرفوا عليه؟

    ثم ان دخلت المجلس مرشحة منتقبة بدون أن يري مرشحوها وجهها و لو لمرة واحدة كيف سيعرفون هل هي من تحضر الجلسات أم أخت اّخري لها في الدين؟ أم يا تري سندخل في أزمة خلع النقاب في الامتحانات و لكن هذه المرة تحت قبة البرلمان؟

       هذا الكلام النظري  ، الذي يدفع الاسئلة أكثر من الاجابات ، يوحي بنظرة التيارات السلفية لمجلس الشعب الذي لا يعدو الشوري غير الملزمة و للمرأة التي لا تزيد عن جسد يجب توريته ، و قضايا الوطن التي لا تتجاوز تحقيق الدين ، و حتي عند السؤال عن توصيف ل ( تحقيق الدين ) ، تكون الاجابة دوامة من الاسئلة التي لا نهاية لها و في أحسن الظروف مجموعة من( الارشادات و النصائح) تشبه الموجودة علي الغلاف الخلفي لكتب الدين و اللغة العربية للصفوف الابتدائية و الثانوية، و التي نعرف جميعاً أنها محض شعارات بلا معني حقيقي ملموس.

      الحل لافاقة هذه  التيارات يكمن -كما ذكرت في المقال السابق- في أن تكون أولويتنا في ترشيح المرشح لا أيديولوجيته و لكن برنامجه . أن نرشح لا من يقول لنا هذا حلال و هذا حرام و لكن من يقول لنا هذا مفيد موضوعياً لثقدم مصر و هذا يقود بموضوعية تقدم مصر. هذا ما سيدفع التيارات الاسلامية و بخاصة السلفية منها لأن تفيق من سباتها العميق و لتركب اّلة الزمن لتعود من القرون الوسطي الي القرن الحادي و العشرين و  لتستقل الطائرة  لترجع من صحاري الجزيرة العربية الي ضفاف النيل الخالد.

الجمعة، 4 نوفمبر 2011

صكوك الايمان و الشرشحة السياسية

             ( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)  

       في القرون الوسطي ، كان رهبان أوربا يبيعون الجنة للمسيحيين و ومن لا يدفع لا يدخل الجنة (هكذا كانوا يقولون )، و كانت كلمة أيِ منهم تكفي لتكفير أي مواطن و في دول يسيطر عليها سطوة الدين كان هذا التكفير بمثابة قتل للفرد ، أن لم يكن قتل تسفك فيه دماؤه فعلي الأقل قتل يسفك فيه شرفه و مكانته.خطر ذلك ببالي في حوار مع أحد زملائي حول سطوة التيار الاسلامي و التكفير ، ثم عدت أفكر بالأمر بين الحين و الاًخر و بين تكفير و اّخر.

      الفتاوي اليومية للتيارات الدينية التي تكفر تارة الليبراليين و تارة العلمانين و تارة اًخري حتي مانح الصوت الانتخابي لأي منهما ، تذكرني بصكوك الايمان الكنسية ، و لكن علي الأقل صكوك الايمان الكنسية كان  يمنحها رجال الدين لا التيارات الدينية. الأزمة الحقيقية هي أن تتحول الانتخابات لفرصة مثلي للملاسنة والتي تنحدر الي الشرشحة بدلاً من حوار ، و صراع ألسنة بدلاً من صراع برامج.

     أكثر ما يستفز في صكوك الايمان و أحكام التكفير ، و الطرد من الجنة أن مطلقوها يحاولون سرقة حق من حقوق الله-عز و جل- وحده و هو حق الاطلاع علي القلوب .من يملك شيء يحق أن يمنع اّخراً من دخوله، و لكن هل يعني هذا أنهم يظنون أنهم يملكون الجنة حتي يمنعون المنافسين من دخولها؟
    
     صحيح أنه في كل أنحاء العالم قد ينتقد مرشح اّخر أو يهاجمه ، و لكن هناك فرق بين الهجوم الموضوعي و الهجوم -الشرشوحي-.لم نرَ حتي الاّن تنافس لبرامج ، لم نرَ مرشح يقول أن برنامجه أقوي من خصمه و أكثر تحقيقاً للتقدم ، لم نرَ اختلاف حقيقي في الرؤي ،بل لم نرَ رؤي أصلاً حتي الاَن .كل ما نراه هو ملاسنة كلامية طرف يقول "أنتم كفار" و يختم صك الايمان لاتباعه فقط و طرف يتشندق ليلاً نهاراً بالدولة المدنية و مستعد للتضحية بها ان ضمن مكاسب أكبرفي ائتلافات مع الاسلاميين. كل ما رأيناه حتي الاّن صراع ايديولوجي ،طرف لا يملك برنامج و يتخفي خلف شعارات دينية بلا برامج و طرف يكتفي بالصياح للدولة المدنية بلا برامج أيضاُ.

    الخوف أن نصحو لنجد أننا لا نملك أي رؤية لمستقبل مصر ، و أي برنامج له رؤية  للغد. الخوف أن نجد أنفسنا قد حبسنا داخل دائرة مغلقة . الخوف أن يقتصر المستقبل علي أيديولوجيات لا تكنولوجيات .الخوف أ ن يأتي يوم يسبقنا فيه العالم كله حتي الصومال و نحن مازلنا داخل الحلقة المفرغة نتلاسن و نكفر و نبيع صكوك الايمان بالصوت الانتخابي أو الموقف السياسي . 

  الخطوة التي يجب أن نبدأ بها  هي ألا نعطي صوتنا لمرشح يوافقنا أيديولوجياً بدون أن يعطينا برنامج حقيقي نري فيه نهضة مصر. ألا نرشح مرشح لأنه اسلامي أو ليبرالي أو علماني و لكن لأن برنامجه له قيمة . لم ينجح العدالة و التنمية التركي ،و لا النهضة التونسي ؛ لأنهما حزبين اسلاميين بل لأنهما قدما برامج اجتماعية ،سياسية ، اقتصادية متميزة و بها رؤية حقيقية للعدالة و التنمية.

     عندما يكون البرنامج هو أولويتنا حينها سنجبر الأحزاب و القوي السياسية أن تعطينا رؤية لا أيديولوجيا و سيدرك بائعي صكوك الايمان ، أن صكوكهم ليست السلعة التي ينتظرها المرشح و حينها لن تفيدهم صكوك الايمان أو  أحكام التكفير بأي شيء ، و سيضطرون الي تقديم برنامج حقيقي أو الانزواء بحثاً عن تجارة اّخري غير السياسة.

الخميس، 3 نوفمبر 2011

ثورة في أجازة نصف العام(2)


وحملني بابا وأمسك بصليب ضخم (أنا كنت دائماً أخاف من الصليب، لكني لم أعد أخافه الآن) ومع الصليب أمسكت بقرآن، ووجدت قناة تليفزيونة تصورني، كان المصور أشقراً (لماذا الأصفر الشعر، أخضر العينين يسمى أشقر؟ (لا يهم)، سألني بالإنجليزية عما أشعر به، كدت اجيبه لأظهر معرفتي بالإنجليزية (أمي تفخر دائماً بنطقي الإنجليزي) ولكني تذكرت يوم المليونية الماضية عندما قال شاب مصري (No English)، وأجبته بالعربية.
قلت له أني سعيدة جداً، وأشعر أني وسط دائرتي الواسعة، وأنني أشعر أن الكل هنا واحد. وكانت بجواري مرنا فاحتضنتها بقوة، وصورنا ونحن نحتضن بعضنا. أنا لم أستطع أن أشرح له كل شئ، ولكني سعيدة (أخيراً سأظهر في التليفزيون وتراني أماني !).
رأيت اليوم أيضاً بائعي لب وسوداني، وأخذت من ماما أموالاً واشتريت لباً وسوداني ولكن البائع لم يرضَ أن يأخذ مني مالاً! ورأيت أيضاً مسحراتي!!!!!!!
كانت امي تروى لي دائماً أنه وقت السحور في رمضان يمر المسحراتي ويقول (إصحى يا نايم، وحد الدايم)، ولكني لم أره أبداً مع أني أصوم وأتسحر. ولكني أخيراً رأيته، ولكنه لم يكن يتحدث عن الصيام، ولكنه كان يطبل ويقول كلاماً ظريفاً ومضحكاً عن مبارك.
بابا يدخن حاولت كثيراً إثناؤه وقلت له إني أحبه ولكنه مازال يدخن حتى الآن ويشترى علب السجاير من هنا أيضاً، كنت أتمنى أن يوقفه الميدان عن التدخين ولكن أنا لن استسلم، دائماً لن استسلم .
أيضاً رأيت مغني ربابة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الميدان تحفة ! المغني كان يعزف على الربابة عزفاً رائعاً، وظللت استمع له وكان أيضاً يذكر أشياء مضحكة عن مبارك ! .
وهتفت من فوق منصة الإذاعة! أجل، لقد غنيت بلادي وهتفت تحيا مصر من فوق الإذاعة! بصراحة كنت مكسوفة في البداية، ولكن أمي ومرنا ومراد وتسنيم وصلاح تكاتفوا علىّ، وقالوا لي أن صوتي جميل ودفعوني نحو المنصة، و كانت تديرها سيدة بنقاب طيبة ومعها صديقتها شابة أيضاً ولكن شعرها كشعري خشن! وشجعوني وغنينا أمام الجميع !!!!!!!!!!!
وهتفت كثيراً اليوم خلف شاب في الإذاعة يحمل مذياعاً ويهتف "حرية" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و " الطيارة في انتظارك ! ".
وكان هناك شاب يعزف على جيتار ويغني " Leave Mubark" وجلست بجواره وغنيت معه ومعي مرنا ولكن مراد وصلاح وتسنيم لم يستطيعوا الغناء مثلنا ولكن المهم أننا غنينا معاً على الجيتار. (أنا لا أحب الجيتار، ولكني أحب شكله).
عندما جاءت صلاة الجمعة تبادلنا الحماية، فقد كان المسلمون يحوطون المسيحيين أثناء القداس، أما الآن فأهل مرنا وغيرهم حوطونا، حينها تذكرت مشاهد كثيرة في كونان و " one Piece" وأبطال الديجيتال عندما يحوط الأصدقاء أصدقاءهم لحمايتهم من الأشرار، يا سلام مغامرة فعلاً !
عندما وقفت أمام الله – عز وجل – أصلى جماعة كنت مطمئنة. لم أكن أحب صلاة الجماعة من قبل؛ فأنا أسرح كثيراً؛ لأنه كلما ذهبت مع أمي لصلاة الجمعة يطيل الإمام كثيراً حتى أمل. دائماً كنت أشعر أنه لا جماعة في صلاة الجماعة، أجسام متراصة وقلوب متباعدة، واعتقد أن كل واحد يفكر في الطبخة التى سيأكل اليوم عندما يصلي خلف إمام مسجدنا !
اليوم الأمر مختلف، دائرة واحدة واسعة، قلب واحد، حلم واحد، صلاة واحدة، فكرت أنه حتى مرنا وأهلها الذين يطوقوننا قلبهم معنا في الصلاة، ويسمعنا الله – سبحانه وتعالى – جميعاً كأننا واحد. قرأت الفاتحة وسورة الناس في الركعة الأولى ولما سجدت شعرت أن الله – عز وجل – يقرب مني وكأنه يضع يديه فوقي وأنا أسجد. شعرت وأنا أدعوه، أن تنتصر دائرتي وألا تتمزق وأن أزرع مصر وأرويها، أنه يسمعنى وسيستجيب لي. ثقتي في ماما وبابا ليست مطلقة، فبابا لم يفِ بوعده لي بطلاء غرفتي بالوردي بل خدعني وطلاها بيضاء وأنا صغيرة، وماما لم تذهب بي إلى أسوان التى أتمنى أن أسافر إليها منذ صغري، ولكن الله – عز وجل- دائماً يستجيب لي، أشعر أني أثق به. أشعر، بل مطمئنة إلي أننا كقلب واحد سنبقي هنا، كدائرة واسعة كبيرة، وكقلب واحد سننتصر، أنا واثقة، أنا مطمئنة.


اليوم رسمت أنا ومرنا ومراد على الأرض، رسم مراد سئ جداً، مازال يرسم البشر كالعصي       ، ولكنه على أي حال صديقنا لا يجب أن نحبطه، تقول أستاذة بسمة أنه ليس مهماً أن يكون رسمنا جميل المهم أن يكون صادق كالكتابة تماماً (سأسأل إيمان في ذلك). المهم أنني رسمت رسمة جميلة فيها نبتتي الخضراء وقد نمت وصارت كبيرة ! ونعيش كلنا أسفلها. (رسمت مرنا وبابا وماما وتسنيم وأهل تسنيم وأهل مرنا وصلاح وأماني وبطيخة ولم أستطع أن أرسم كل الذين في الدائرة أسفل الشجرة ولكني رمزت لهم بدائرة كبيرة أسفل الشجرة، قال صلاح أن والدته يجب أن تكون في الصورة. ولكني – أنا وقحة!-  قلت له أنها ليست معنا، ولكنه لم يحزن بل ابتسم وقال لي أنها معنا ونظر إلى السماء. حزنت من نفسي حينها ولكني لما فكرت وجدته محق، أم صلاح كانت هنا وغادرت الميدان؛ لأجل أن تحميه، لقد كانت مثل الأبطال الذين ماتوا لأجل المستقبل في رسومي المتحركة إذاً هي داخل الدائرة، صحيح أني لم أراها ولكنها داخلها. أنا لا أرى كل من بالميدان ومع ذلك هم في الدائرة. سأرسم أم صلاح في الرسمة غداً، وسأرسم معها كل من في الصور الموجودة في النصب التذكاري، فهم جميعاً داخل الدائرة.

في مدخل الميدان يوجد صفين يصفقان ويرددان أغاني عن مبارك وجمال، لقد وقفت بين الصفين وأخذت أصفق وأغني معهم، لقد كان الأمر ممتعاً جداً وخاصة أن الأغاني كانت كالتى أسمعها في المولد. أنا أذهب كل عام مع والدي لمولد السيدة زينب، وأحب جداً الغناء والتصفيق هناك، لقد جاء المولد عندي في الميدان.
وتباع هنا قبعات عليها علم مصر، لقد اشتريت واحدة وارتديتها وسأحتفظ بها أيضاً لأريها لأبنائي، في الإذاعة يطلبون متطوعين لتفتيش الداخلين إلى الميدان ولكن ماما لا توافق على أن أذهب. لماذا؟ أنا أريد أن أدافع وأقاتل أيضاً! هذا ظلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لقد كنست الميدان ! أجل، لقد سمحت لي ماما أخيراً أن أساهم في تنظيف الميدان. أنا ومرنا وتسنيم جمعنا الأوراق ومراد وصلاح أخذوها وألقوها في أكياس القمامة. تقول ماما أن منظرنا كان مضحكاً ونحن نمسك بمقشات ونكنس. لماذا تضحك ماما علينا؟ ماما تكنس البيت كل يوم ولا أضحك منها! يقول بابا أن أمريكا تكيل بمكيالين ولما سألته ما معنى هذا، فقال أنها تسمح بأشياء لنفسها ولمن تحب وتمنع من تكره منها. ماما أيضاً تكيل بميكالين تشارك في لجنة التنظيم وتفتش الداخلين إلى الميدان، ولا تسمح لي بتنظيف الميدان إلا بعد طلوع الروح. ظلم ! ظلم ! ظلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لكني لن من أغضب نفسي فأنا في النهاية سعيدة، لقد نظفت الميدان، نظفت الميدان !


زميلة ماما وأم مرنا عمتو جيهان كانت ترتدي قلادة جميلة جداً اليوم عليها هلال وصليب ولكن شكلهم جميل جداً، قلت لها أن قلادتها جميلة. فقالت لي أنها قلادة لجنتها وأرتني شارة اللجنة على كتفها. أنا أتمنى أن أكون في لجنة أنا أيضاً، ماما قالت أني صغيرة، أنا لست صغيرة أبداً، ولكن أستاذة بسمة قالت لي أنني يمكنني أن أساعد الجميع بدون أن أكون في لجنة. عمتو جيهان أعطتنى قلادة مثل قلادتها، أنا سعيدة جداً وسأحتفظ بالقلادة وسأضعها في علبتى الخاصة عندما أعود إلى المنزل. الكبار يستأثرون بكل شئ، بكل شئ؛ وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!



رسمت علماً على يدي، وعلى وجهي. ماما أخيراً وافقت أن أرسم علماً على وجهي، (ماما دائماً ترفض حتى في الحفلات "أن أرسم على وجهي فراشات كصديقاتي). رسم لي العلم، شاب في الميدان يرسم العلم بجنيه، ورأيته يرسم لفتاة تصغرني بعامين تقريباً (أنا فاشلة في تقدير السنوات!) بدون مقابل ويقول لها أن تسدد الجنيه عندما تأتيها نقود.
أنا سعيدة بالعلم الذي على وجهي جداً وسأجعل بابا يصورني، ستكون صورة "رائعة"، فأم مرنا تقول أنني أبدو بالعلم على وجنتي مثل القمر ! (لماذا لا تحمر وجنتي كالرسوم المتحركة؟!) أنا بصدق أخجل ولكني لا أرى وجنتي تحمر! (لماذا؟!)، مرنا عندما تخجل وجنتيها تحمران جداً، تقول ماما أن هذا لأنها بيضاء، ولكني لست أسمر منها بكثير.
اليوم سنجري الميدان سباقاً لنرى من منا سيكون الأسرع، سنتسابق أنا ومرنا وتسنيم ومراد وصلاح، ومن سيصل منا أسرع إلى الرجل المشنوق ويضع العلم أسفله سيكون هو الفائز. أنا سأفوز، أنا سأفوز، أنا ســـــــــأفوز!


لم أفز، لقد فازت تسنيم ،
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء  !!


اشتريت ملصق " لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً " قالت أستاذة فاطمة أن مصطفى كامل قال هذه الجملة، شادي كان يقول أن والديه يسخران جداً من هذه الجملة ويقولان أنهما كانا سيودان أن يكونا أي جنسية غير مصريين، ولكن أنا طبعاً كنت سأود أن أكون مصرية، فلو كنت في السعودية أو أمريكا مثلاً لم أكن لأقابل مرنا أو ماما أو بابا أو تسنيم أو مراد أو صلاح؟ عندما أعود إلى المنزل سألصق الملصق على بابي (هل يا ترى هناك سنتيمتر فارغ بالباب من الملصقات ألصق عليه ملصقي؟). لا يهم سأزيل ملصق لأضعه مكانه !


أول مرة نأكل سميط اليوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! السميك لذيذ جداً وبالذات عندما ندسه في التوابل الغريبة التى تسمى " دُقة " والشراب الذي يوضع على الكشري " دَقَة ؟). طعم السميط لذيذ مجدداً، حقاً لذيذ، ماما كانت تحكي لي أنها وجدتي وجدي كانوا يصعدون المقطم بسميط ودقة ولكني لم أر السميط من قبل. وتمنيت أن أذوقه جداً واستجاب الله – سبحانه وتعالى – لي، واليوم أكلت سمييييييييييييييييييييييييييييييييييط !!!!

ونحن نلصق الجرائد على جدارية الثورة اليوم، قالت مرنا أننا نعيش تاريخاً ! نعم، نحن نعيش تاريخاً، أنا سأكون جزءاً من كتاب التاريخ في الأعوام القادمة، ومن يدري قد أدرس نفسي !!!! أنا سأدرس نفسي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يا سلام سأكون مع مصطفى كامل وسعد زغلول وصلاح الدين في كتاب واحد، أنا لا أكاد أصدق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لكن هل يا ترى ستستطيع أستاذة فاطمة تدريسي كما تدرس سعد زغلول ؟!

اليوم غنيت " بارك بلادي"، وتعرفت على شادية! شادية تغني في الإذاعة "بارك بلادي" مع عازف الأورج. عازف الأورج شكله أجنبي (ليس أشقراً) ولكنه يعزف موسيقى غريبة ويغني بطريقة غريبة حتى" بارك بلادي ". شادية لذيذة جداً قالت لي أنها أكبر مني بثلاثة أعوام، صوت شادية جميل جداً، وساعدتني كي أحفظ "بارك بلادي" وأعطتني ورقة مكتوبة بكلماتها. "بارك بلادي" " مهما كان الحال هتقدر يا للى بتشق البحور، مهما كان على الأرض ضلما، السما مليانه نور، مهما كان الحال هتقدر ياللي بتشق البحور، مهما كان على الأرض ضلما السما مليانه نور، أنت فوق الكل سيد، رب عالِ في سماك، صرخة المظلوم بتسمع، بارك بلادي، بارك بلادي".
ربنا الله – عز وجل- فعلاً يقدر يشق بحور ودائماً نور، نحن نقول أن الله- سبحانه وتعالى- سيد عالٍ ونور ندعوه أن يبارك لنا. لماذا كانت تقول ماما أننا مختلفون؟ أليست هذه هي نفسها أسماء الله – عز وجل- الحسنى؟ ألا نغني أيضاً أسماء الله – سبحانه وتعالى- الحسنى ؟ نحن واحد، لا لسنا مختلفين. نحن واحد، اليوم قطعنا " بارك بلادي" كثيراً، وصحنا " مسلم مسيحي أيد واحدة" أمسكت بيد تسنيم ومرنا وصحنا إيد واحدة. شعوري ليس نفسه عندما درسنا ثورة 1919 و الc+، ولكنه مختلف لا أعرف كيف أفسره ولكن فقط أقول
نحن واحد




قالت مرنا أنها تحلم أن تكون عالمة كأحمد زويل، ولكن أمها كانت تقول لها أن أحمد زويل نجح، لأنه تعلم وعمل خارج مصر، وهي لم تكن تريد مغادرة مصر، وكادت تيأس ! طبعاً صحت فيها أن لوفي لم ييأس رغم أن حلمه في أن يكون زعيم القراصنة أصعب كثيراً من حلمها في أن تكون كأحمد زويل)، ابتسمت مرنا وقالت أنها ليست يائسة الآن، وأنها ستحقق حلمها في مصر، وستصنع باص كباص المدرسة العجيب يدخلها إلى داخل الكائنات الحية لتستطيع تتبين تركيبها.
علق مراد وقال أنه أيضاً كان يحلم أن يكون شرطياً ولكن والده قال له أنه لن يستطيع أن يكون شرطياً، لأنه فقير. ولكنه الآن واثق أنه يستطيع تحقيق حلمه سألته تسنيم إن كان يريد أن يكون شرطياً بعد كل ما فعلته الشرطة وبعد أن قتلت أم صلاح، ولكن صلاح قال أن الشرطة بعد أن ننتصر ستتغير وستحمينا.
أنا أيضاً أعرف أحلامي، سأزرع مصر وأجعلها تطرح وروداً جميلة جداً جداً جداً هذا هو حلمي، سأزرع نبات مصر، وأنا لم أشك للحظة مثلهم أني لن أستطيع تحقيق حلمي ولكني الآن أكثر ثقة، فهم جميعاً معي.



الخيم هنا تزداد يوماً بعد يوم، وهناك خيم لشباب من طنطا، ومحافظات أخرى. أنا سعيدة دائرتي واسعة تضم مصر كلها لا القاهرة فقط. وبصراحة أنا أحب الخيم فالكتابات عليها تكون مضحكة فقد رأيت خيمة لا تتجاوز كونها مجموعة بلاستيك متلاصق مكتوب عليها " قصر "! .
نادوا اليوم في الإذاعة على طفل لا يمشى يسمى سمير، أنا كل يوم أسمع عن أطفال يتوهون في الميدان الضخم، وماما تحذرني من أن أتوه، ولكني كبيرة ولم اعد طفلة (أووووووووووووووووووف !).
ولكني قابلت سمير، لقد كان يبكي على كرسيه الصغير ولم يكن يستطيع المشي. فرحت جداً فأخيراً سأقوم بعمل بطولي وأعيده لأمه (يا سلام !!!!! أنا منذ دخلت الميدان وأنا بطلة، وأصير أكثر بطولة كل يوم عن الذي يسبقه). دفعت كرسي سمير واعطيته منديلي ليمسح به دموعه، وقلت له أسمي ووصلت به إلى الإذاعة وأخذته أمه مني وشكرتني شكراً جزيلاً (تقول تسنيم أن وجنتي احمرتا، أخيراً !).
لقد صرنا أنا وسمير صديقين (لقد عرفت واحداً مجهولاً من دائرتي) هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه !) سمير يرسم رسماً جميييييييييلاً ! لقد رسمني أنا ومرنا رسمة حلوة، ولم يبين شعري الخشن، لديه ذوق !!!
أنا سعيدة ، لقد صار لدي أصدقاء كثيرين جداً .


ماما سمحت لي اليوم أن أأكل حمص لأول مرة في حياتي !!! ضحك مراد عندما قلت له أنها المرة الأولى التى أأكل فيها حمص، وقال لي أنها المرة المليون التى يأكل فيها حمص والأولى التى يرى فيها أحداً لم يأكل حمصاً من قبل !! ماذا أعمل؟ ماما تخاف علىّ من الهواء الطائر -على حد تعبيرها-. لقد جعلتني أتناول 4 حبوب قبل أن أتناول الحمص، بجد ما بيتعب بطني ليس الطعام ولكن كم الحبوب التى تعطيها ماما لي ! .
لا يهم، المهم أني أخيراً ذقت الحمص، صحيح أنه لم يعجبني ولكني ذقته والحمد لله.(لن يضحك مني أحد بعد الآن فقد ذقت الحمص من قبل !).


ذلك المستفز ! مستفز !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مستفز !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تفرجت على خطاب مبارك اليوم، لم أستطع تمالك نفسي (أبنائي) الأخوة المواطنون، بصفتي رئيساً). هل هناك استفزاز أكثر من ذلك؟ (كيف أشرح له؟ أنا لست أبنته ولا حفيدته ولا أخته، إنه ليس من دائرتي، ليس فيها أبداً. مستفز، مستفز. أريده أن يرحل، يرحل، يمشي، ألا يفهم ؟ حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام !
فليشرح له أحدهم، أنا مستعدة أن أجعل أستاذة بسمة تدرسه لغة عربية عله يفهم ماذا تعنى (إرحل !).
بعد خطاب اليوم لا أستطيع قول شئ سوى، أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف !


اليوم هو الجمعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رغم مرارتي المفقوعة من خطاب أمس إلا أني سعيدة !

القداس اليوم كان جميلاً وكنت أحيط بمرنا كما أحاطت بي يوم الجمعة الماضية، وسمعت الترانيم مرة أخرى. وغنيت " بارك بلادي"، أنا سعيدة! اليوم اشتريت فشار وبطاطا وأكلتهم مع مراد ومرنا (طبعاً بعد 7 حبوب !). مازال اليوم في أوله، يا ترى كم سيصير عددنا عندما نصل إلى صلاة الجمعة .. أنا متحمسة !، مفروسة! وأريد أن أرى ذلك المستفز كم هي واسعة دائرتي ، سيرى، سيرى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


المكان مزدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددحم
دائرتي واســــــــــــــــــــــعة !
اليوم العدد أكثر من كل يوم مضي، الكل هنا قلب واحد كبير وسأريه سأريه قوة هذا القلب سيــــــــــــــــرى .


أنا يصعب علىّ ماما وأم مرنا وكل الذين يفتشون الداخلين، العدد اليوم وسع الدائرة كثيراً وتكاد أن تنفجر ! يحاولن (بدون جدوى طبعاً) تقسيم الداخلين صف أسر وصف شباب، ورغم أن الجميع ملتزم (أكثر كثيراً من التزامنا في حصة أستاذة بسمة، رغم أننا نحبها)، لكن لا أحد يستطيع السيطرة على دائرتي الواسعة .

الهتافات اليوم، شاركت فيها بقوة، " يا مبارك يا طيار جبت منين سبعين مليار "، ورأيت لافتات وجعت شفتي من الضحك لافتات بشكل عصابة فيها مبارك ورجال أراهم معه في التلفاز (كنت أراهم) وأسفلها أرقامهم (أرقام ملياراتهم!). ورأيت لافتة عليها " تنحى ولا تنحية ولا تناحة؟! ) وسقطت على نفسي من الضحك عندما سمعت شخصاً يقول: " هي تناحة ! ".

مراد كان يرتدي اليوم ملابس جيش، كان شكلها مضحكاً جداً عليه! ولكني لم أجرح مشاعره، بصراحة أنا أصبحت أحب الجيش جداً، تقول ماما أني لن أدخل التجنيد، لأني فتاة. لكن هذا الكلام فارغ أنا سأدخل التجنيد، فأنا لست أضعف من مراد أو صلاح أبداً. شئ واحد يضايقني ألوان ملابس الجيش غامقة جداً وشكلها كأنه مرقع ! .

رغم كل اللافتات المضحكة، لافتة واحدة لم أستطع عندها أن أسيطر على نفسي من الضحك. كنت أتسابق أنا وتسنيم (أريد أن أثبت أني أسرع من تسنيم، فقد فازت علىّ في السباق الماضي، (واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!).
وعندما وصلنا إلى حافة الميدان وجدت لافتة مكتوب عليها (غير صالح للاستعمال بعد ثلاثين عاما) ولما نظرت فوق العبارة وجدت علبة قطرة عليها صورة مبارك! بجد لا أستطيع إمساك نفسي عن الضحك حتى الآن ! .


امرأة شمطاء، شمطاء، شمطاء ! (ماذا تعني شمطاء؟) لا يهم.. يقولونها دائماً في الرسوم المتحركة على نوعيتها ! .
أخذت تقول أن بقاءنا في الميدان، لن يجدي وأن ذلك المستفز لن ينقشع أبداً، وأن ما نفعله نحن يوقف حال البلد (نحن الذين نوقف حال مصر، مصر لن تزهر ولن تنبت إلا بدائرتي، لا بدائرة ذلك المستفز، لم أسكت لتلك الشمطاء طبعاً وصحت فيها : " لا " مبارك سيذهب، سيذهب، لأننا أقوى، قلوبنا أقوى، ولأننا عندنا إيمان، ولن نترك حق صلاح وأمه وأستاذة بسمة وكل من هنا ليذهب سدى. ولو كنت غير مؤمنة بقوة قلوبنا، أنت حرة، ولكن قلوبنا الصادقة ستجعلنا نزرع مصر من جديد، ولن نتركها تموت بدون ماء بين يديه ".
المصيبة أن هذه الشمطاء كادت تجد من يخرج من دائرتي بسببها! طبعاً، من يخرج ضعيف ولن أدخله دائرتي ثانية أبداً. ولكني لم أكن لأسمحلها، سأزرع مصر يعني سأزرعها وهذا حلمي الذي لم ولن يموت.

دائرتي نجحت ، نجحت،   نجحت
دائرتي صارت      واسعة       واسعة
واسـعة
سأزرع بلادي، سأزرع مصر
سأنبت الزرعة التى أحلم بها . ستصير بلادي جميلة أحلى من كل زروع العالم
أشعر أني أطير، أطير، أطير، أحلامي تحيا، تحيا تحيا مع بلادي
تنبت كما تنبت بلادي
أنا ومراد وصلاح وتسنيم ومرنا وماما وبابا وأم مرنا وشادية وأستاذة بسمة وكل من في الدائرة. هل يصدق أحد أني أرى أم صلاح؟! أجل أراها، إنها معنا هنا وكل من مات هنا، إنه هنا داخل دائرتي، يرانا، نراه، نشعر به. بلادي تشعر بنا جميعاً سأرويك يا زرعتي
ســـــأرويك وسيرويـــك معي كل من في دائرتي
أنا سعيدة

أنا مكسوفة ! وجهي إحمر بشدة؛ فوأنا سعيدة، قفزت فوق صلاح ومراد وتسنيم (كانوا أمامي حينها، بقوة واحتضنتهم جميعاً وسقطت بهم على الأرض!
الكل صاح: "أفرح، أفرح يا شهيد، الليلة الليلة عيد، الليلة الليلة عيد" و"يا أم الشهيد ما تبكيش، الليلة، الليلة عيد، الليلة الليلة عيد". وصحت معهم بشدة، وأنا أشعر جداً بهذا الهتاف، مؤكد أم صلاح تسمعنا الآن، وتشعر بنا، مؤكد هي فخورة بصلاح وبي وبكل أصدقائنا، وبكل من في الدائرة. أستاذة بسمة تقول أن لأم صلاح وكل الشهداء حق علينا، أنا أشعر بهذا الحق. أعلم أني عندما أزرع مصر وتنمو وتصير زرعة كبيرة وتدفئنا حينها ستشعر أم صلاح بالسعادة مؤكد.
أول مرة أشعر بمعنى كلمة "حرية" اليوم، وأنا أهتف "حرية"، "حرية"، "حرية"، من قلبي. وقد ضحكت من قلبي فعلاً، عندما أمسكنا جميعاً، أنا وصلاح وتسنيم وشادية وسمير ومرنا ومراد وحتى أم مرنا وأهل الجميع وإيمان) بعلب الطلاء وخشب وأخذنا نطبل عليها ونرقص! لم أشعر بالخجل أبداً وأنا أغني وأرقص لأول مرة في حياتي !
ازداد العدد أكثر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف يحتمل الميدان كل هذا الكم من الناس الذين جاءوا للاحتفال؟! اعتقد أنها طاقة الميدان وطاقة دائرتي التى مهما امتلأت تكبر ولا تنفجر .
بابا حضن ضابط جيش، أشعر أن الجميع يحضن بعضه هنا، هناك دفء أكبر بكثير من دفء دببتي. الألعاب النارية جميييييييييييييييييييييييييييييييييلة ! ماما لم تريني ألعاباً نارية من قبل سوى في التلفاز، (هييييييييييييييييييييييييييييييييييه!) نحن الآن في التلفاز !.

غداً سننظف الميدان، ونجعله يبرق، وسنطليه، أنا ومراد وصلاح سنجمع القمامة وتسنيم ومرنا سيطلون الأرصفة، ونحن جميعاً سنكنس الميدان. سنجعل ميداننا جميلاً جداً .


اليوم الشمس مشرقة والجو دافئ، تقول أستاذة بسمة أنه دفء الحرية. أنا اليوم نشيطة جداً، وأمسكت بمكنستي منذ الشروق وألقيت على كل واحد منا مكنسة وأخذنا نكنس الميدان بنشاط. الكثيرون يقبلون اليوم من خارج الميدان محملين بمكانس وأكياس قمامة. الجميع هنا نشطيون ومتحمسون. جمعنا أكياس قمامة كبيرة جداً ووضعناها عند المكان المخصص لها بجوار الأسد الأيمن آخر جسر قصر النيل أو عند تمثال عبد المنعم رياض. (مؤكد عبد المنعم رياض سعيد وليس غاضب (أستاذة فاطمة قالت أنه كان بطل وقائد جيش)، مؤكد إذاً سيفرح بتنظيفنا الميدان ولن يغضب من وضع أقياس القمامة أسفل تمثاله.
بعد أن كنسنا طويلاً (لم أرهق أبداً) وقفنا وأمسكنا بالمقشات وشكلنا طوقاً حول الشباب الذين يطلون الأرصفة، (وددت لو طليت الرصيف جداً!) والحمد لله سمحت لي شابة جميلة بأن أطلي معها الرصيف. ماما وأم عمر أخذوا يغسلون في الأسود والتماثيل لإزالة العبارات التى عليها مثل " يسقط مبارك ".
ماما كشفتني قالت أمام الجميع أني لا أغسل طبقي في المنزل، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! شباب لطاف جداً جاءوا اليوم من خارج الميدان ووزعوا علينا كمامات حتى لا يتعب نفسنا الأتربة ونحن نكنسها. لقد فوجئت بحجم الشباب والكبار الذين ينظفون الميدان، فعلاً الميدان صار يبرق! في آخر اليوم لم يعد هناك سنتيمتر في الميدان متبقي لكنسه، لدرجة أن شادية غضبت، لأنها لم تلحق أن تكنس الميدان! مراد كان سعيداً جداً اليوم، لأنه غسل الدبابات، فهو يحبها جداً! صلاح بكى كثيراً جداً اليوم، كلنا كنا معه وحاولنا أن نخفف عنه الكنس؛ ولكنه نظف أحسن منا جميعاً وهو يبكي. قال صلاح أنه يشعر أن أمه سعيدة به جداً وهو ينظف الميدان اليوم، لأنها كان تشتكي من غرفته الغير منظمة دوماً، وتعهد أن يكون منظماً ولا يلقى شيئاً على الأرض أبداً منذ اليوم فصاعداً.
اليوم تصورنا كثيراً كلنا معاً ونحن ننظف، ولكن شكلي كان كما تقول أمي " شوارع ! " يا ترى هل راّني بطيخة وأماني؟ "
أتمنى ألا يكونان قد رأياني بشكلي هذا فمؤكد لن يرحموني من سخريتهم لأشهر قادمة !
اليوم وأنا أكنس اصطدمت برجل كبير السن فاعتذرت، ولكنه قال لي "لا أسف اليوم"، لكم أنا سعيدة! أشعر أن الناس تحب بعضها وتسامح بعضها، أليس هذا هو اليوم الذي كان حلمي دائماً؟ أليس هذه هي المياه التى تحتاجها زرعتي ؟
اليوم أخيراً أكلت جاتوه، ماما تحرمني منه وتقول أنه سيزيد وزني، ولكنها لم تمانع عندما أعطتني إياه سيدة أنيقة جداً اليوم. لقد كان رائع المذاق، بصراحة كدت أحتضنها شكراً عليه !
رجل ظريف في سن أبي كان يطلب من الداخلين بالمقشات – عبر الإذاعة- إخباره وكان ينظم المتطوعين للتنظيف. إيمان اليوم ألقت شعراً عن مصر، لم أكن أعرف أنها شاعرة ورسامة ولكن شعرها كان رائعاً وقد استمع لها ناس كثيرون في الإذاعة الصغيرة.
اليوم أيضاً هتفت " أفرح افرح يا شهيد الليلة الليلة عيد" و" ما تبكيش يا أم الشهيد الليلة الليلة عيد". وساعدنا الشباب في إزالة اللافتات  .
أهم شئ فعلته اليوم هو أن وضعت زرعتي التي زرعتها منذ بدء الثورة في النصب التذكاري للشهداء وقرأت على روحهم الفاتحة. وبيني وبين نفسي ويشهد علىّ الله – عجز وجل – وعدتهم وعداً وعدتهم أني سأضع على نصبهم الروحي يوماً ما زرعة كبيرة جداً باتساع الأرض أسمها " مصر ".


إلى اللقاء، يا ميداني، سأعود يوم الجمعة، وسأعود دائماً، وستبقى دائماً معي. أتركك وأترك دائرتي، ولكننا لن نفترق يا ميداني، لن نفترق.
إلى اللقاء


أشتاق إلى مراد ومرنا وشادية وأستاذة بسمة وصلاح وسمير وأم مرنا وتسنيم جداً، وأشتاق إلى الميدان جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً. تعالَ بسرعة يا يوم الجمعة، تعالَ بسرعة


ذهبنا إلى الميدان سيراً على الأقدام، لقد كان ذلك رائعاً! لم يرضَ سائق الأجرة أن يجتاز بنا جسر الجلاء، لأنه كان مزدددددددددددددددددددددددحماً ! ورمانا عند أول الجسر (يا خسارة منظرنا !) اشتريت في أثناء مسيرنا من الباعة قلادات ورقية عليها صور الشهداء وصور المظاهرات (لم أجد نفسي في صورة، وااااااااااااااااااااااااااااااء !)، واشتريت محفظة عليها " 25 يناير ". (بصراحة ماما كانت ستقتلني؛ لأني أهوى جمع المحافظ ولدي 12 محفظة لم استعملها حتى الآن، ولكنها اشترتها لي من أجل الثورة. الحمد لله ربنا ستر ! ).
التقط إلى بابا صورة أسفل تمثال سعد زغلول وحولي الدبابات، وركبنا حنطور لنعبر به جسر قصر النيل! (أول مرة في حياتي أركب حنطور، ولكنه جميل جداً، عندما أعود إلى المدرسة سأخبر أماني أني ركبت حنطور، لأنها كانت تغيظني بأنها ركبت حنطور وأنا لم أركب).
ماما اشترت لي حمص (وطبعاً أعطتني 5 حبوب)، ولم ترضَ رغم الخمس حبوب أن تشتري لي سميط (وااااااااااااااااااااااء !) وهتفت اليوم "الشعب يريد نظام جديد". رأيت لافتة عليها " وحشتني يا ميدن التحرير". أنا وحشني الميدان جداً أيضاً، وأول ما دخلته شعرت بدفء يأتيني من جديد. مصر زرعتي مؤكد تشعر معي بهذا الدفء، الآن .
غنيت اليوم أيضاً في إذاعة خاصة بالمواهب، وصفق لي الجميع. وكان بالإذاعة مواهب مضحكة جداً وكان هناك شخص يصف الحلول لأزمة مصر بطريقة مضحكة من خلال سؤال زميل له يمثل هندياً (لا أعتقد أن ما يقوله هندي) ولكني انهرت ضاحكة، سمع الجميع ضحكتي فاحمرت وجنتي، ولكن سيدة لطيفة بجواري ابتسمت لي وقالت: "كلنا نضحك اليوم ! " .
كدت أتوه عن ماما (كنت خائفة من التيه قد تعبت من صياح ماما لي عندما تجدني؛ لأنني فقدتها !) ولكن واحد من بائعي اللب الذين كنت أشترى منه اللب كل يوم أيام الثورة دلني على ماما. (الحمد لله لم تنفجر فيَّ !).
أكثر هتاف أحبه هو "أرفع راسك فوق أنت مصري"، وقد رددته كثيراً جداً بأعلى صوتي كتحية العلم. فعلاً أحس أن رأسي تصل إلى النجوم.

أنا ارتديت اليوم فستان – عفواً ثوب! – جديد لونه وردي وأخضر وأزرق أحب الألوان إليّ)، مرسوم عليه ورد كثير جداً ( لا أدري كيف أقنعت ماما اليوم ألا تجعلني أرتدي طناً من الثياب، لأننا في الشتاء !) وارتديت حذاء بنفس ألوان الثوب ورابطة شعر لونها وردي وقلادة خضراء وخاتم أزرق.



أنا سعيدة! أشعر بالميدان من جديد! قابلت سمير وشادية ومرنا وتسنيم ومراد وصلاح عند النصب التذكاري كما اتفقنا. ولعبنا معاً كثيراً وتسنيم سبقتنا مجدداً (واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء !) وتعهدنا أن نلتقي كل عام يوم 25 يناير أمام النصب التذكاري ولكن صلاح، قال أن النصب التذكاري حتماً سيزال ويصنع آخر أقوى، لذلك فاتفقنا أن نتقابل عند صينية الميدان (شكلها صينية فعلاً ! ).

أنــا سعيـــــــــــــــــــــــــــدة !
أشعر بمصر معنا وتسمعنا وكما وعدتها سأزرعها، سأفي بوعدي وكل عام سأأتي إلى الميدان لأحدثها، وأخبرها بما حققته من أحلامي وبحجم نمو زرعتي الحبيبة.


إلى اللقاء يا ميداني ، إلى اللقاء يا دائرتي ! إلى اللقاء !

عزيزتي زرعتي مصر ،
أنا أحبك جداً ، وأشتاق إليك كثيراً .
أحياناً أشعر أنك تبتعدين عني، وأحياناً (خاصة وأنا في الميدان)
أشعر أنكِ قريبة جداً مني. ماما وبابا كانوا يسبونك كثيراً قبل الثورة، ولكني كنت أاحبك جداً وعندما بحثت عنك أيام زرعت زرعتي
في القطن كنت أود أن أثبت لماما وبابا أنه لا ذنب لكِ
في كل شئ سيئ يحصل لنا. أنا أحبك جداً جداً جداً جداً جداً جداً
وكل من في دائرتي يحبك مثلي ، مؤكد أنتِ تشعرين بنا أليس كذلك؟ الكل يقول أنك كأمه ، وكنا نهتف في الميدان
" مصر يا أم، ولادك أهم "
وأنا أشعر بكِ كماما مهمة جداً لي ومعي دائماً
حتى وأنت بعيدة عني ( طبعاً أنت لا تصرخي في وجهي !)
أعدك يا ماما مصر يا زرعتي الحبيبة
أن أعود إلى الميدان كل عام ومعي أنت تكبرين كل عام
برويي أنا ودائرتي لك .
أعدك أن تكوني سعيدة جداً مني
وألا تغضبي مني ذات يوم .
وكما وعدكِ صلاح ألا يلقي شيئاً على الأرض
(صلاح قال أنه وعدك كما وعد أمه)،
أعدك ألا أترك أحداً يلقي ورقة على أرضك بدون أن أعنفه
وأجعله يترك فعلته تلك التى تغضبك
أنا سأرويك حتى تكبري
وعدي هذا لن أخالفه أبداً – إن شاء الله –
ولأجل ذلك لن أترك أحلامي أبداً
(أستاذة بسمة قالت لي أن أحلامي هي الماء الذي يرويك).
أودعك الآن وسأعود في العام القادم إلى الميدان
وأنفذ وعدي لك، واعلم أنك لن تتركيني أبداً طوال العام.

ابنتك وحارستك
أحبـــك
يــا مصــر