لماذا لا أفهم شيئاً؟ لماذا أنا متلخبطة ؟ لماذا لا أعرف من طيب و من شرير ؟ لماذا من صح و من خطأ؟ لماذا لا أعرف ما هو أفضل لزرعتي ؟ لماذا لا أعرف من معي يسقي زرعتي و من يحاول اذبالها؟ لماذا لا أعرف من داخل دائرتي و من خارجها ؟ لماذا لا أعرف ما تحبه زرعتي و ما تكرهه؟
بابا يقول أن الجيش جيد و هو الذي يحمي زرعتي و يقول أن من في الميدان سيئون و هم سبب معاناة زرعتي ، ماما لا توافق بابا و يتشاجرون كل يوم ؛لأنها تقول أن الجيش سيء و هو من يقتل المتظاهرين كمبارك بالضبط و أنه جزء من نظام مبارك .أماني تقول أن والديها يقولان أن كل ما يحدث سببه طرد ذلك المستفز المدعو مبارك ،و أنه كان سبب أمان مصر و استقرارها و أن المصريين ( سقاة زرعتي) لا يستحقون الحرية . بابا يقول أن التليفزيون المصري صادق و أن الفضائيات الاّخري خائنةو تأخذ أموالاً من أمريكا و اسرائيل . مرنا تقول أن التليفزيون المصري كاذب و أنه كان يقول علي أصدقائها في الكنيسة سيئيين أيام ما يسميه بابا ( أحداث ماسبيرو ) و أنه كان يدعو الناس لضرب أصدقاء مرنا .استاذة انشراح مدرسة الدراسات للصف الخامس قالت لنا اليوم في الفسحة أن ناس سيئين اّخرين ضربوا الجيش و المتظاهرين ليجعلوهم يكرهون بعضهم و يحرقون زرعتي .
أنا لا أفهم شيئاً ، من صادق و من يكذب ؟ من سيء و من جيد ؟ من يحب زرعتي و من يريد قتلها ؟ من علي صواب ؟ هل بابا؟ هل من في ميداني سيئون هكذا ؟ هل سرقوا ميداني ليحرقوا بها زرعتي ؟ هل الجيش الذي كان يلعب معنا أيام الثورة ، و ساعدنا لاسقاط ذلك المستفز و كان داخل دائرتي هو الشرير ؟هل هو من يقتل دائرتي الاّن و يريد أن يكون كمبارك؟هل التليفزيون المصري هو الكاذب أم الفضائيات أم الاثنين ؟ هل هناك من يحاول الايقاع بين دائرتي و يحاول تفريق أصدقائي و يضربهم هم الاثنين ليضربوا بعض و يحتل وطنهم ك (كروكوديل ) الشرير الذي هزمه لوفي ؟
لا أعرف شيئاً ، لا أفهم شيئاً ،هل أنا غبية ؟ هل أنا حمقاء ؟ استاذة بسمة لم تتحدث اليوم –علي غير عادتها – فيما يجري ، هل لا تفهم شيئاً مثلي ؟ و حتي و لو كانت تفهم و تعرف و سألتها ، ستقول لي كعادتها أن علي أن أجد الاجابة بنفسي . و لكن هذه المرة أن لا أعرف كيف أجد الاجابة أصلاً و لا أين أبحث. أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف!
زرعتي ، هل تعرفين ؟ هل تفهمين ؟هل تشعرين بمن يحبك و من لا ؟ان كنت تعرفين فأخبريني ، لو تحبيني أخبريني .أنا أعلم أنكِ تحبيني ، فأخبريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق