الأربعاء، 9 نوفمبر 2011

ازدواج معاييرنا مع الغرب

( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

كثير منا يلوم الغرب علي ازذواجيته ، علي نفاقه علي سياسة الكيل بمكيالين ، و السماح بحرية النقد شرط ألا تمس الطفلة المدللة (اسرائيل) و لا أسياد الأسرة رجال الأعمال الأكابر الانتهازيين. تارة يتشدق الغرب عن الحرية و قمع التظاهر السلمي ،و تارة ينفذه بحذافيره عندما تهدد هذه الحرية أياً من الخطين الأحمرين . نعاتب الغرب علي كل هذا و نصيح دائماً ضد ازدواجية معايره مع الطفل المدلل و أرباب الأسرة ،و لكن هل فكرنا للحظة أننا أيضاً نعامل الغرب بمعايير مزدوجة؟
( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)

قد يبدو الأمر غريباً ؛ و لكني أراها الحقيقة . من ناحية نصيح هذا الغرب فاجر منحل فقد القيم الاجتماعية و يعاني من التفكك و ضعف الروابط العائلية و انهيار المباديء الأخلاقية و استفحال العري و الشذوذ و الزنا و أطفال السفاح هذا من ناحية ،و لكن من ناحية اّخري نشعر بأننا أقل. قد يكذب الكثيرون ذلك و لكن لماذا يحب الأغلب أن يتحدث بالأجنبية و يفخر باتقان أبنائه لها؟ لماذا دخل في زينا كل ما هو أجنبي و كالجينز الضيق ؟ لماذا يفخر الكثيرون بسفرهم للخارج أو صداقتهم للأجانب؟ لماذا تعد أقسام أدب اللغة العربية في الكليات أفضل من نظيرتها الأجنبية ؟ لماذا يحب الأطفال أن يرتدوا ملابس عليها كلمات أجنبية ليمدحهم من حولهم؟لماذا يكون من الأفخر اجتماعياً القراءة و الكتابة بالانجليزية؟

النماذج كثيرة، و أظن أننا جميعاً نراها كل يوم مذ كنا صغاراً لدرجة أن من أسلوب اقناع الاّخر بالرأي أن يقال أن الغرب ( الذي هو أعلي منا ) يفعله.ألا يدل كل هذا أنه رغم الازدراء الظاهري للغرب في اللاوعي الجمعي هناك ترسب كبير يجعلنا نشعر أننا أقل من الغرب.

و ليس هذا هو المعيار الوحيد المزدوج في علاقتنا مع الغرب ، فهناك نماذج اّخري أصغر توحي بازدواج حقيقي في معاييرنا تجاه هذا الغرب. مثلاً نموذج قد يبدو تافه و لكنه يظهر الكثير. نحن نشجب كثيراً رفض الغرب للحجاب و للنقاب ، و يحاول حظرهم بقوانين رسمية أن هذا ضد الحرية الشخصية ، و لكن عندما تسير أجنبية في الشوارع القاهرية بقميص بحمالات رقيقة ،ننتقد عدم احترامها لل-مجتمع -المصري ، و لا نقول أن هذا من حريتها الشخصية أو أن النقاب و الحجاب لا يحترمان - المجتمع -الغربي.

من ناحية نصيح أن المجتمع الغربي يضطهد المسلمين و لا يسمح لهم ببناء المساجد أو تقلد مناصب قيادية ، و نشجب و ندين تقييد الحرية الدينية و التمييز الديني ، أما عنا فنحن نقييد حرية بناء الكنائس و نرفض أي رئيس غير مسلم لمصر و نقول أن المسلمين أغلبية و المسيحيين لا يزيدون عن 10% بينما مسلمو أمريكا لا يصلون الي ال1% أصلاً!

لا يجب أن نكون مثلهم ، نحمل ميزانين أينما نسير ، ميزان يثقل ما نريد و يخفف ما نبغي . لا يجب أن نتهم بشيء و نفعل مثله . لا يجب أن نتمني العدالة العمياء و ننفذ الجور الصريح . لنكون صادقين يجب أن نعدل ، و لنكون عادلين يجب أن ننصف و ألا نطغي في الميزان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق