الخميس، 3 نوفمبر 2011

ثورة في أجازة نصف العام(2)


وحملني بابا وأمسك بصليب ضخم (أنا كنت دائماً أخاف من الصليب، لكني لم أعد أخافه الآن) ومع الصليب أمسكت بقرآن، ووجدت قناة تليفزيونة تصورني، كان المصور أشقراً (لماذا الأصفر الشعر، أخضر العينين يسمى أشقر؟ (لا يهم)، سألني بالإنجليزية عما أشعر به، كدت اجيبه لأظهر معرفتي بالإنجليزية (أمي تفخر دائماً بنطقي الإنجليزي) ولكني تذكرت يوم المليونية الماضية عندما قال شاب مصري (No English)، وأجبته بالعربية.
قلت له أني سعيدة جداً، وأشعر أني وسط دائرتي الواسعة، وأنني أشعر أن الكل هنا واحد. وكانت بجواري مرنا فاحتضنتها بقوة، وصورنا ونحن نحتضن بعضنا. أنا لم أستطع أن أشرح له كل شئ، ولكني سعيدة (أخيراً سأظهر في التليفزيون وتراني أماني !).
رأيت اليوم أيضاً بائعي لب وسوداني، وأخذت من ماما أموالاً واشتريت لباً وسوداني ولكن البائع لم يرضَ أن يأخذ مني مالاً! ورأيت أيضاً مسحراتي!!!!!!!
كانت امي تروى لي دائماً أنه وقت السحور في رمضان يمر المسحراتي ويقول (إصحى يا نايم، وحد الدايم)، ولكني لم أره أبداً مع أني أصوم وأتسحر. ولكني أخيراً رأيته، ولكنه لم يكن يتحدث عن الصيام، ولكنه كان يطبل ويقول كلاماً ظريفاً ومضحكاً عن مبارك.
بابا يدخن حاولت كثيراً إثناؤه وقلت له إني أحبه ولكنه مازال يدخن حتى الآن ويشترى علب السجاير من هنا أيضاً، كنت أتمنى أن يوقفه الميدان عن التدخين ولكن أنا لن استسلم، دائماً لن استسلم .
أيضاً رأيت مغني ربابة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! الميدان تحفة ! المغني كان يعزف على الربابة عزفاً رائعاً، وظللت استمع له وكان أيضاً يذكر أشياء مضحكة عن مبارك ! .
وهتفت من فوق منصة الإذاعة! أجل، لقد غنيت بلادي وهتفت تحيا مصر من فوق الإذاعة! بصراحة كنت مكسوفة في البداية، ولكن أمي ومرنا ومراد وتسنيم وصلاح تكاتفوا علىّ، وقالوا لي أن صوتي جميل ودفعوني نحو المنصة، و كانت تديرها سيدة بنقاب طيبة ومعها صديقتها شابة أيضاً ولكن شعرها كشعري خشن! وشجعوني وغنينا أمام الجميع !!!!!!!!!!!
وهتفت كثيراً اليوم خلف شاب في الإذاعة يحمل مذياعاً ويهتف "حرية" و"الشعب يريد إسقاط النظام" و " الطيارة في انتظارك ! ".
وكان هناك شاب يعزف على جيتار ويغني " Leave Mubark" وجلست بجواره وغنيت معه ومعي مرنا ولكن مراد وصلاح وتسنيم لم يستطيعوا الغناء مثلنا ولكن المهم أننا غنينا معاً على الجيتار. (أنا لا أحب الجيتار، ولكني أحب شكله).
عندما جاءت صلاة الجمعة تبادلنا الحماية، فقد كان المسلمون يحوطون المسيحيين أثناء القداس، أما الآن فأهل مرنا وغيرهم حوطونا، حينها تذكرت مشاهد كثيرة في كونان و " one Piece" وأبطال الديجيتال عندما يحوط الأصدقاء أصدقاءهم لحمايتهم من الأشرار، يا سلام مغامرة فعلاً !
عندما وقفت أمام الله – عز وجل – أصلى جماعة كنت مطمئنة. لم أكن أحب صلاة الجماعة من قبل؛ فأنا أسرح كثيراً؛ لأنه كلما ذهبت مع أمي لصلاة الجمعة يطيل الإمام كثيراً حتى أمل. دائماً كنت أشعر أنه لا جماعة في صلاة الجماعة، أجسام متراصة وقلوب متباعدة، واعتقد أن كل واحد يفكر في الطبخة التى سيأكل اليوم عندما يصلي خلف إمام مسجدنا !
اليوم الأمر مختلف، دائرة واحدة واسعة، قلب واحد، حلم واحد، صلاة واحدة، فكرت أنه حتى مرنا وأهلها الذين يطوقوننا قلبهم معنا في الصلاة، ويسمعنا الله – سبحانه وتعالى – جميعاً كأننا واحد. قرأت الفاتحة وسورة الناس في الركعة الأولى ولما سجدت شعرت أن الله – عز وجل – يقرب مني وكأنه يضع يديه فوقي وأنا أسجد. شعرت وأنا أدعوه، أن تنتصر دائرتي وألا تتمزق وأن أزرع مصر وأرويها، أنه يسمعنى وسيستجيب لي. ثقتي في ماما وبابا ليست مطلقة، فبابا لم يفِ بوعده لي بطلاء غرفتي بالوردي بل خدعني وطلاها بيضاء وأنا صغيرة، وماما لم تذهب بي إلى أسوان التى أتمنى أن أسافر إليها منذ صغري، ولكن الله – عز وجل- دائماً يستجيب لي، أشعر أني أثق به. أشعر، بل مطمئنة إلي أننا كقلب واحد سنبقي هنا، كدائرة واسعة كبيرة، وكقلب واحد سننتصر، أنا واثقة، أنا مطمئنة.


اليوم رسمت أنا ومرنا ومراد على الأرض، رسم مراد سئ جداً، مازال يرسم البشر كالعصي       ، ولكنه على أي حال صديقنا لا يجب أن نحبطه، تقول أستاذة بسمة أنه ليس مهماً أن يكون رسمنا جميل المهم أن يكون صادق كالكتابة تماماً (سأسأل إيمان في ذلك). المهم أنني رسمت رسمة جميلة فيها نبتتي الخضراء وقد نمت وصارت كبيرة ! ونعيش كلنا أسفلها. (رسمت مرنا وبابا وماما وتسنيم وأهل تسنيم وأهل مرنا وصلاح وأماني وبطيخة ولم أستطع أن أرسم كل الذين في الدائرة أسفل الشجرة ولكني رمزت لهم بدائرة كبيرة أسفل الشجرة، قال صلاح أن والدته يجب أن تكون في الصورة. ولكني – أنا وقحة!-  قلت له أنها ليست معنا، ولكنه لم يحزن بل ابتسم وقال لي أنها معنا ونظر إلى السماء. حزنت من نفسي حينها ولكني لما فكرت وجدته محق، أم صلاح كانت هنا وغادرت الميدان؛ لأجل أن تحميه، لقد كانت مثل الأبطال الذين ماتوا لأجل المستقبل في رسومي المتحركة إذاً هي داخل الدائرة، صحيح أني لم أراها ولكنها داخلها. أنا لا أرى كل من بالميدان ومع ذلك هم في الدائرة. سأرسم أم صلاح في الرسمة غداً، وسأرسم معها كل من في الصور الموجودة في النصب التذكاري، فهم جميعاً داخل الدائرة.

في مدخل الميدان يوجد صفين يصفقان ويرددان أغاني عن مبارك وجمال، لقد وقفت بين الصفين وأخذت أصفق وأغني معهم، لقد كان الأمر ممتعاً جداً وخاصة أن الأغاني كانت كالتى أسمعها في المولد. أنا أذهب كل عام مع والدي لمولد السيدة زينب، وأحب جداً الغناء والتصفيق هناك، لقد جاء المولد عندي في الميدان.
وتباع هنا قبعات عليها علم مصر، لقد اشتريت واحدة وارتديتها وسأحتفظ بها أيضاً لأريها لأبنائي، في الإذاعة يطلبون متطوعين لتفتيش الداخلين إلى الميدان ولكن ماما لا توافق على أن أذهب. لماذا؟ أنا أريد أن أدافع وأقاتل أيضاً! هذا ظلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

لقد كنست الميدان ! أجل، لقد سمحت لي ماما أخيراً أن أساهم في تنظيف الميدان. أنا ومرنا وتسنيم جمعنا الأوراق ومراد وصلاح أخذوها وألقوها في أكياس القمامة. تقول ماما أن منظرنا كان مضحكاً ونحن نمسك بمقشات ونكنس. لماذا تضحك ماما علينا؟ ماما تكنس البيت كل يوم ولا أضحك منها! يقول بابا أن أمريكا تكيل بمكيالين ولما سألته ما معنى هذا، فقال أنها تسمح بأشياء لنفسها ولمن تحب وتمنع من تكره منها. ماما أيضاً تكيل بميكالين تشارك في لجنة التنظيم وتفتش الداخلين إلى الميدان، ولا تسمح لي بتنظيف الميدان إلا بعد طلوع الروح. ظلم ! ظلم ! ظلم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لكني لن من أغضب نفسي فأنا في النهاية سعيدة، لقد نظفت الميدان، نظفت الميدان !


زميلة ماما وأم مرنا عمتو جيهان كانت ترتدي قلادة جميلة جداً اليوم عليها هلال وصليب ولكن شكلهم جميل جداً، قلت لها أن قلادتها جميلة. فقالت لي أنها قلادة لجنتها وأرتني شارة اللجنة على كتفها. أنا أتمنى أن أكون في لجنة أنا أيضاً، ماما قالت أني صغيرة، أنا لست صغيرة أبداً، ولكن أستاذة بسمة قالت لي أنني يمكنني أن أساعد الجميع بدون أن أكون في لجنة. عمتو جيهان أعطتنى قلادة مثل قلادتها، أنا سعيدة جداً وسأحتفظ بالقلادة وسأضعها في علبتى الخاصة عندما أعود إلى المنزل. الكبار يستأثرون بكل شئ، بكل شئ؛ وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!



رسمت علماً على يدي، وعلى وجهي. ماما أخيراً وافقت أن أرسم علماً على وجهي، (ماما دائماً ترفض حتى في الحفلات "أن أرسم على وجهي فراشات كصديقاتي). رسم لي العلم، شاب في الميدان يرسم العلم بجنيه، ورأيته يرسم لفتاة تصغرني بعامين تقريباً (أنا فاشلة في تقدير السنوات!) بدون مقابل ويقول لها أن تسدد الجنيه عندما تأتيها نقود.
أنا سعيدة بالعلم الذي على وجهي جداً وسأجعل بابا يصورني، ستكون صورة "رائعة"، فأم مرنا تقول أنني أبدو بالعلم على وجنتي مثل القمر ! (لماذا لا تحمر وجنتي كالرسوم المتحركة؟!) أنا بصدق أخجل ولكني لا أرى وجنتي تحمر! (لماذا؟!)، مرنا عندما تخجل وجنتيها تحمران جداً، تقول ماما أن هذا لأنها بيضاء، ولكني لست أسمر منها بكثير.
اليوم سنجري الميدان سباقاً لنرى من منا سيكون الأسرع، سنتسابق أنا ومرنا وتسنيم ومراد وصلاح، ومن سيصل منا أسرع إلى الرجل المشنوق ويضع العلم أسفله سيكون هو الفائز. أنا سأفوز، أنا سأفوز، أنا ســـــــــأفوز!


لم أفز، لقد فازت تسنيم ،
وااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء  !!


اشتريت ملصق " لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً " قالت أستاذة فاطمة أن مصطفى كامل قال هذه الجملة، شادي كان يقول أن والديه يسخران جداً من هذه الجملة ويقولان أنهما كانا سيودان أن يكونا أي جنسية غير مصريين، ولكن أنا طبعاً كنت سأود أن أكون مصرية، فلو كنت في السعودية أو أمريكا مثلاً لم أكن لأقابل مرنا أو ماما أو بابا أو تسنيم أو مراد أو صلاح؟ عندما أعود إلى المنزل سألصق الملصق على بابي (هل يا ترى هناك سنتيمتر فارغ بالباب من الملصقات ألصق عليه ملصقي؟). لا يهم سأزيل ملصق لأضعه مكانه !


أول مرة نأكل سميط اليوم !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! السميك لذيذ جداً وبالذات عندما ندسه في التوابل الغريبة التى تسمى " دُقة " والشراب الذي يوضع على الكشري " دَقَة ؟). طعم السميط لذيذ مجدداً، حقاً لذيذ، ماما كانت تحكي لي أنها وجدتي وجدي كانوا يصعدون المقطم بسميط ودقة ولكني لم أر السميط من قبل. وتمنيت أن أذوقه جداً واستجاب الله – سبحانه وتعالى – لي، واليوم أكلت سمييييييييييييييييييييييييييييييييييط !!!!

ونحن نلصق الجرائد على جدارية الثورة اليوم، قالت مرنا أننا نعيش تاريخاً ! نعم، نحن نعيش تاريخاً، أنا سأكون جزءاً من كتاب التاريخ في الأعوام القادمة، ومن يدري قد أدرس نفسي !!!! أنا سأدرس نفسي !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! يا سلام سأكون مع مصطفى كامل وسعد زغلول وصلاح الدين في كتاب واحد، أنا لا أكاد أصدق !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! لكن هل يا ترى ستستطيع أستاذة فاطمة تدريسي كما تدرس سعد زغلول ؟!

اليوم غنيت " بارك بلادي"، وتعرفت على شادية! شادية تغني في الإذاعة "بارك بلادي" مع عازف الأورج. عازف الأورج شكله أجنبي (ليس أشقراً) ولكنه يعزف موسيقى غريبة ويغني بطريقة غريبة حتى" بارك بلادي ". شادية لذيذة جداً قالت لي أنها أكبر مني بثلاثة أعوام، صوت شادية جميل جداً، وساعدتني كي أحفظ "بارك بلادي" وأعطتني ورقة مكتوبة بكلماتها. "بارك بلادي" " مهما كان الحال هتقدر يا للى بتشق البحور، مهما كان على الأرض ضلما، السما مليانه نور، مهما كان الحال هتقدر ياللي بتشق البحور، مهما كان على الأرض ضلما السما مليانه نور، أنت فوق الكل سيد، رب عالِ في سماك، صرخة المظلوم بتسمع، بارك بلادي، بارك بلادي".
ربنا الله – عز وجل- فعلاً يقدر يشق بحور ودائماً نور، نحن نقول أن الله- سبحانه وتعالى- سيد عالٍ ونور ندعوه أن يبارك لنا. لماذا كانت تقول ماما أننا مختلفون؟ أليست هذه هي نفسها أسماء الله – عز وجل- الحسنى؟ ألا نغني أيضاً أسماء الله – سبحانه وتعالى- الحسنى ؟ نحن واحد، لا لسنا مختلفين. نحن واحد، اليوم قطعنا " بارك بلادي" كثيراً، وصحنا " مسلم مسيحي أيد واحدة" أمسكت بيد تسنيم ومرنا وصحنا إيد واحدة. شعوري ليس نفسه عندما درسنا ثورة 1919 و الc+، ولكنه مختلف لا أعرف كيف أفسره ولكن فقط أقول
نحن واحد




قالت مرنا أنها تحلم أن تكون عالمة كأحمد زويل، ولكن أمها كانت تقول لها أن أحمد زويل نجح، لأنه تعلم وعمل خارج مصر، وهي لم تكن تريد مغادرة مصر، وكادت تيأس ! طبعاً صحت فيها أن لوفي لم ييأس رغم أن حلمه في أن يكون زعيم القراصنة أصعب كثيراً من حلمها في أن تكون كأحمد زويل)، ابتسمت مرنا وقالت أنها ليست يائسة الآن، وأنها ستحقق حلمها في مصر، وستصنع باص كباص المدرسة العجيب يدخلها إلى داخل الكائنات الحية لتستطيع تتبين تركيبها.
علق مراد وقال أنه أيضاً كان يحلم أن يكون شرطياً ولكن والده قال له أنه لن يستطيع أن يكون شرطياً، لأنه فقير. ولكنه الآن واثق أنه يستطيع تحقيق حلمه سألته تسنيم إن كان يريد أن يكون شرطياً بعد كل ما فعلته الشرطة وبعد أن قتلت أم صلاح، ولكن صلاح قال أن الشرطة بعد أن ننتصر ستتغير وستحمينا.
أنا أيضاً أعرف أحلامي، سأزرع مصر وأجعلها تطرح وروداً جميلة جداً جداً جداً هذا هو حلمي، سأزرع نبات مصر، وأنا لم أشك للحظة مثلهم أني لن أستطيع تحقيق حلمي ولكني الآن أكثر ثقة، فهم جميعاً معي.



الخيم هنا تزداد يوماً بعد يوم، وهناك خيم لشباب من طنطا، ومحافظات أخرى. أنا سعيدة دائرتي واسعة تضم مصر كلها لا القاهرة فقط. وبصراحة أنا أحب الخيم فالكتابات عليها تكون مضحكة فقد رأيت خيمة لا تتجاوز كونها مجموعة بلاستيك متلاصق مكتوب عليها " قصر "! .
نادوا اليوم في الإذاعة على طفل لا يمشى يسمى سمير، أنا كل يوم أسمع عن أطفال يتوهون في الميدان الضخم، وماما تحذرني من أن أتوه، ولكني كبيرة ولم اعد طفلة (أووووووووووووووووووف !).
ولكني قابلت سمير، لقد كان يبكي على كرسيه الصغير ولم يكن يستطيع المشي. فرحت جداً فأخيراً سأقوم بعمل بطولي وأعيده لأمه (يا سلام !!!!! أنا منذ دخلت الميدان وأنا بطلة، وأصير أكثر بطولة كل يوم عن الذي يسبقه). دفعت كرسي سمير واعطيته منديلي ليمسح به دموعه، وقلت له أسمي ووصلت به إلى الإذاعة وأخذته أمه مني وشكرتني شكراً جزيلاً (تقول تسنيم أن وجنتي احمرتا، أخيراً !).
لقد صرنا أنا وسمير صديقين (لقد عرفت واحداً مجهولاً من دائرتي) هيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييه !) سمير يرسم رسماً جميييييييييلاً ! لقد رسمني أنا ومرنا رسمة حلوة، ولم يبين شعري الخشن، لديه ذوق !!!
أنا سعيدة ، لقد صار لدي أصدقاء كثيرين جداً .


ماما سمحت لي اليوم أن أأكل حمص لأول مرة في حياتي !!! ضحك مراد عندما قلت له أنها المرة الأولى التى أأكل فيها حمص، وقال لي أنها المرة المليون التى يأكل فيها حمص والأولى التى يرى فيها أحداً لم يأكل حمصاً من قبل !! ماذا أعمل؟ ماما تخاف علىّ من الهواء الطائر -على حد تعبيرها-. لقد جعلتني أتناول 4 حبوب قبل أن أتناول الحمص، بجد ما بيتعب بطني ليس الطعام ولكن كم الحبوب التى تعطيها ماما لي ! .
لا يهم، المهم أني أخيراً ذقت الحمص، صحيح أنه لم يعجبني ولكني ذقته والحمد لله.(لن يضحك مني أحد بعد الآن فقد ذقت الحمص من قبل !).


ذلك المستفز ! مستفز !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مستفز !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تفرجت على خطاب مبارك اليوم، لم أستطع تمالك نفسي (أبنائي) الأخوة المواطنون، بصفتي رئيساً). هل هناك استفزاز أكثر من ذلك؟ (كيف أشرح له؟ أنا لست أبنته ولا حفيدته ولا أخته، إنه ليس من دائرتي، ليس فيها أبداً. مستفز، مستفز. أريده أن يرحل، يرحل، يمشي، ألا يفهم ؟ حراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااام !
فليشرح له أحدهم، أنا مستعدة أن أجعل أستاذة بسمة تدرسه لغة عربية عله يفهم ماذا تعنى (إرحل !).
بعد خطاب اليوم لا أستطيع قول شئ سوى، أووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف !


اليوم هو الجمعة !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
رغم مرارتي المفقوعة من خطاب أمس إلا أني سعيدة !

القداس اليوم كان جميلاً وكنت أحيط بمرنا كما أحاطت بي يوم الجمعة الماضية، وسمعت الترانيم مرة أخرى. وغنيت " بارك بلادي"، أنا سعيدة! اليوم اشتريت فشار وبطاطا وأكلتهم مع مراد ومرنا (طبعاً بعد 7 حبوب !). مازال اليوم في أوله، يا ترى كم سيصير عددنا عندما نصل إلى صلاة الجمعة .. أنا متحمسة !، مفروسة! وأريد أن أرى ذلك المستفز كم هي واسعة دائرتي ، سيرى، سيرى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!


المكان مزدددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددددحم
دائرتي واســــــــــــــــــــــعة !
اليوم العدد أكثر من كل يوم مضي، الكل هنا قلب واحد كبير وسأريه سأريه قوة هذا القلب سيــــــــــــــــرى .


أنا يصعب علىّ ماما وأم مرنا وكل الذين يفتشون الداخلين، العدد اليوم وسع الدائرة كثيراً وتكاد أن تنفجر ! يحاولن (بدون جدوى طبعاً) تقسيم الداخلين صف أسر وصف شباب، ورغم أن الجميع ملتزم (أكثر كثيراً من التزامنا في حصة أستاذة بسمة، رغم أننا نحبها)، لكن لا أحد يستطيع السيطرة على دائرتي الواسعة .

الهتافات اليوم، شاركت فيها بقوة، " يا مبارك يا طيار جبت منين سبعين مليار "، ورأيت لافتات وجعت شفتي من الضحك لافتات بشكل عصابة فيها مبارك ورجال أراهم معه في التلفاز (كنت أراهم) وأسفلها أرقامهم (أرقام ملياراتهم!). ورأيت لافتة عليها " تنحى ولا تنحية ولا تناحة؟! ) وسقطت على نفسي من الضحك عندما سمعت شخصاً يقول: " هي تناحة ! ".

مراد كان يرتدي اليوم ملابس جيش، كان شكلها مضحكاً جداً عليه! ولكني لم أجرح مشاعره، بصراحة أنا أصبحت أحب الجيش جداً، تقول ماما أني لن أدخل التجنيد، لأني فتاة. لكن هذا الكلام فارغ أنا سأدخل التجنيد، فأنا لست أضعف من مراد أو صلاح أبداً. شئ واحد يضايقني ألوان ملابس الجيش غامقة جداً وشكلها كأنه مرقع ! .

رغم كل اللافتات المضحكة، لافتة واحدة لم أستطع عندها أن أسيطر على نفسي من الضحك. كنت أتسابق أنا وتسنيم (أريد أن أثبت أني أسرع من تسنيم، فقد فازت علىّ في السباق الماضي، (واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء!).
وعندما وصلنا إلى حافة الميدان وجدت لافتة مكتوب عليها (غير صالح للاستعمال بعد ثلاثين عاما) ولما نظرت فوق العبارة وجدت علبة قطرة عليها صورة مبارك! بجد لا أستطيع إمساك نفسي عن الضحك حتى الآن ! .


امرأة شمطاء، شمطاء، شمطاء ! (ماذا تعني شمطاء؟) لا يهم.. يقولونها دائماً في الرسوم المتحركة على نوعيتها ! .
أخذت تقول أن بقاءنا في الميدان، لن يجدي وأن ذلك المستفز لن ينقشع أبداً، وأن ما نفعله نحن يوقف حال البلد (نحن الذين نوقف حال مصر، مصر لن تزهر ولن تنبت إلا بدائرتي، لا بدائرة ذلك المستفز، لم أسكت لتلك الشمطاء طبعاً وصحت فيها : " لا " مبارك سيذهب، سيذهب، لأننا أقوى، قلوبنا أقوى، ولأننا عندنا إيمان، ولن نترك حق صلاح وأمه وأستاذة بسمة وكل من هنا ليذهب سدى. ولو كنت غير مؤمنة بقوة قلوبنا، أنت حرة، ولكن قلوبنا الصادقة ستجعلنا نزرع مصر من جديد، ولن نتركها تموت بدون ماء بين يديه ".
المصيبة أن هذه الشمطاء كادت تجد من يخرج من دائرتي بسببها! طبعاً، من يخرج ضعيف ولن أدخله دائرتي ثانية أبداً. ولكني لم أكن لأسمحلها، سأزرع مصر يعني سأزرعها وهذا حلمي الذي لم ولن يموت.

دائرتي نجحت ، نجحت،   نجحت
دائرتي صارت      واسعة       واسعة
واسـعة
سأزرع بلادي، سأزرع مصر
سأنبت الزرعة التى أحلم بها . ستصير بلادي جميلة أحلى من كل زروع العالم
أشعر أني أطير، أطير، أطير، أحلامي تحيا، تحيا تحيا مع بلادي
تنبت كما تنبت بلادي
أنا ومراد وصلاح وتسنيم ومرنا وماما وبابا وأم مرنا وشادية وأستاذة بسمة وكل من في الدائرة. هل يصدق أحد أني أرى أم صلاح؟! أجل أراها، إنها معنا هنا وكل من مات هنا، إنه هنا داخل دائرتي، يرانا، نراه، نشعر به. بلادي تشعر بنا جميعاً سأرويك يا زرعتي
ســـــأرويك وسيرويـــك معي كل من في دائرتي
أنا سعيدة

أنا مكسوفة ! وجهي إحمر بشدة؛ فوأنا سعيدة، قفزت فوق صلاح ومراد وتسنيم (كانوا أمامي حينها، بقوة واحتضنتهم جميعاً وسقطت بهم على الأرض!
الكل صاح: "أفرح، أفرح يا شهيد، الليلة الليلة عيد، الليلة الليلة عيد" و"يا أم الشهيد ما تبكيش، الليلة، الليلة عيد، الليلة الليلة عيد". وصحت معهم بشدة، وأنا أشعر جداً بهذا الهتاف، مؤكد أم صلاح تسمعنا الآن، وتشعر بنا، مؤكد هي فخورة بصلاح وبي وبكل أصدقائنا، وبكل من في الدائرة. أستاذة بسمة تقول أن لأم صلاح وكل الشهداء حق علينا، أنا أشعر بهذا الحق. أعلم أني عندما أزرع مصر وتنمو وتصير زرعة كبيرة وتدفئنا حينها ستشعر أم صلاح بالسعادة مؤكد.
أول مرة أشعر بمعنى كلمة "حرية" اليوم، وأنا أهتف "حرية"، "حرية"، "حرية"، من قلبي. وقد ضحكت من قلبي فعلاً، عندما أمسكنا جميعاً، أنا وصلاح وتسنيم وشادية وسمير ومرنا ومراد وحتى أم مرنا وأهل الجميع وإيمان) بعلب الطلاء وخشب وأخذنا نطبل عليها ونرقص! لم أشعر بالخجل أبداً وأنا أغني وأرقص لأول مرة في حياتي !
ازداد العدد أكثر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
كيف يحتمل الميدان كل هذا الكم من الناس الذين جاءوا للاحتفال؟! اعتقد أنها طاقة الميدان وطاقة دائرتي التى مهما امتلأت تكبر ولا تنفجر .
بابا حضن ضابط جيش، أشعر أن الجميع يحضن بعضه هنا، هناك دفء أكبر بكثير من دفء دببتي. الألعاب النارية جميييييييييييييييييييييييييييييييييلة ! ماما لم تريني ألعاباً نارية من قبل سوى في التلفاز، (هييييييييييييييييييييييييييييييييييه!) نحن الآن في التلفاز !.

غداً سننظف الميدان، ونجعله يبرق، وسنطليه، أنا ومراد وصلاح سنجمع القمامة وتسنيم ومرنا سيطلون الأرصفة، ونحن جميعاً سنكنس الميدان. سنجعل ميداننا جميلاً جداً .


اليوم الشمس مشرقة والجو دافئ، تقول أستاذة بسمة أنه دفء الحرية. أنا اليوم نشيطة جداً، وأمسكت بمكنستي منذ الشروق وألقيت على كل واحد منا مكنسة وأخذنا نكنس الميدان بنشاط. الكثيرون يقبلون اليوم من خارج الميدان محملين بمكانس وأكياس قمامة. الجميع هنا نشطيون ومتحمسون. جمعنا أكياس قمامة كبيرة جداً ووضعناها عند المكان المخصص لها بجوار الأسد الأيمن آخر جسر قصر النيل أو عند تمثال عبد المنعم رياض. (مؤكد عبد المنعم رياض سعيد وليس غاضب (أستاذة فاطمة قالت أنه كان بطل وقائد جيش)، مؤكد إذاً سيفرح بتنظيفنا الميدان ولن يغضب من وضع أقياس القمامة أسفل تمثاله.
بعد أن كنسنا طويلاً (لم أرهق أبداً) وقفنا وأمسكنا بالمقشات وشكلنا طوقاً حول الشباب الذين يطلون الأرصفة، (وددت لو طليت الرصيف جداً!) والحمد لله سمحت لي شابة جميلة بأن أطلي معها الرصيف. ماما وأم عمر أخذوا يغسلون في الأسود والتماثيل لإزالة العبارات التى عليها مثل " يسقط مبارك ".
ماما كشفتني قالت أمام الجميع أني لا أغسل طبقي في المنزل، أوووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووووف! شباب لطاف جداً جاءوا اليوم من خارج الميدان ووزعوا علينا كمامات حتى لا يتعب نفسنا الأتربة ونحن نكنسها. لقد فوجئت بحجم الشباب والكبار الذين ينظفون الميدان، فعلاً الميدان صار يبرق! في آخر اليوم لم يعد هناك سنتيمتر في الميدان متبقي لكنسه، لدرجة أن شادية غضبت، لأنها لم تلحق أن تكنس الميدان! مراد كان سعيداً جداً اليوم، لأنه غسل الدبابات، فهو يحبها جداً! صلاح بكى كثيراً جداً اليوم، كلنا كنا معه وحاولنا أن نخفف عنه الكنس؛ ولكنه نظف أحسن منا جميعاً وهو يبكي. قال صلاح أنه يشعر أن أمه سعيدة به جداً وهو ينظف الميدان اليوم، لأنها كان تشتكي من غرفته الغير منظمة دوماً، وتعهد أن يكون منظماً ولا يلقى شيئاً على الأرض أبداً منذ اليوم فصاعداً.
اليوم تصورنا كثيراً كلنا معاً ونحن ننظف، ولكن شكلي كان كما تقول أمي " شوارع ! " يا ترى هل راّني بطيخة وأماني؟ "
أتمنى ألا يكونان قد رأياني بشكلي هذا فمؤكد لن يرحموني من سخريتهم لأشهر قادمة !
اليوم وأنا أكنس اصطدمت برجل كبير السن فاعتذرت، ولكنه قال لي "لا أسف اليوم"، لكم أنا سعيدة! أشعر أن الناس تحب بعضها وتسامح بعضها، أليس هذا هو اليوم الذي كان حلمي دائماً؟ أليس هذه هي المياه التى تحتاجها زرعتي ؟
اليوم أخيراً أكلت جاتوه، ماما تحرمني منه وتقول أنه سيزيد وزني، ولكنها لم تمانع عندما أعطتني إياه سيدة أنيقة جداً اليوم. لقد كان رائع المذاق، بصراحة كدت أحتضنها شكراً عليه !
رجل ظريف في سن أبي كان يطلب من الداخلين بالمقشات – عبر الإذاعة- إخباره وكان ينظم المتطوعين للتنظيف. إيمان اليوم ألقت شعراً عن مصر، لم أكن أعرف أنها شاعرة ورسامة ولكن شعرها كان رائعاً وقد استمع لها ناس كثيرون في الإذاعة الصغيرة.
اليوم أيضاً هتفت " أفرح افرح يا شهيد الليلة الليلة عيد" و" ما تبكيش يا أم الشهيد الليلة الليلة عيد". وساعدنا الشباب في إزالة اللافتات  .
أهم شئ فعلته اليوم هو أن وضعت زرعتي التي زرعتها منذ بدء الثورة في النصب التذكاري للشهداء وقرأت على روحهم الفاتحة. وبيني وبين نفسي ويشهد علىّ الله – عجز وجل – وعدتهم وعداً وعدتهم أني سأضع على نصبهم الروحي يوماً ما زرعة كبيرة جداً باتساع الأرض أسمها " مصر ".


إلى اللقاء، يا ميداني، سأعود يوم الجمعة، وسأعود دائماً، وستبقى دائماً معي. أتركك وأترك دائرتي، ولكننا لن نفترق يا ميداني، لن نفترق.
إلى اللقاء


أشتاق إلى مراد ومرنا وشادية وأستاذة بسمة وصلاح وسمير وأم مرنا وتسنيم جداً، وأشتاق إلى الميدان جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً جداً. تعالَ بسرعة يا يوم الجمعة، تعالَ بسرعة


ذهبنا إلى الميدان سيراً على الأقدام، لقد كان ذلك رائعاً! لم يرضَ سائق الأجرة أن يجتاز بنا جسر الجلاء، لأنه كان مزدددددددددددددددددددددددحماً ! ورمانا عند أول الجسر (يا خسارة منظرنا !) اشتريت في أثناء مسيرنا من الباعة قلادات ورقية عليها صور الشهداء وصور المظاهرات (لم أجد نفسي في صورة، وااااااااااااااااااااااااااااااء !)، واشتريت محفظة عليها " 25 يناير ". (بصراحة ماما كانت ستقتلني؛ لأني أهوى جمع المحافظ ولدي 12 محفظة لم استعملها حتى الآن، ولكنها اشترتها لي من أجل الثورة. الحمد لله ربنا ستر ! ).
التقط إلى بابا صورة أسفل تمثال سعد زغلول وحولي الدبابات، وركبنا حنطور لنعبر به جسر قصر النيل! (أول مرة في حياتي أركب حنطور، ولكنه جميل جداً، عندما أعود إلى المدرسة سأخبر أماني أني ركبت حنطور، لأنها كانت تغيظني بأنها ركبت حنطور وأنا لم أركب).
ماما اشترت لي حمص (وطبعاً أعطتني 5 حبوب)، ولم ترضَ رغم الخمس حبوب أن تشتري لي سميط (وااااااااااااااااااااااء !) وهتفت اليوم "الشعب يريد نظام جديد". رأيت لافتة عليها " وحشتني يا ميدن التحرير". أنا وحشني الميدان جداً أيضاً، وأول ما دخلته شعرت بدفء يأتيني من جديد. مصر زرعتي مؤكد تشعر معي بهذا الدفء، الآن .
غنيت اليوم أيضاً في إذاعة خاصة بالمواهب، وصفق لي الجميع. وكان بالإذاعة مواهب مضحكة جداً وكان هناك شخص يصف الحلول لأزمة مصر بطريقة مضحكة من خلال سؤال زميل له يمثل هندياً (لا أعتقد أن ما يقوله هندي) ولكني انهرت ضاحكة، سمع الجميع ضحكتي فاحمرت وجنتي، ولكن سيدة لطيفة بجواري ابتسمت لي وقالت: "كلنا نضحك اليوم ! " .
كدت أتوه عن ماما (كنت خائفة من التيه قد تعبت من صياح ماما لي عندما تجدني؛ لأنني فقدتها !) ولكن واحد من بائعي اللب الذين كنت أشترى منه اللب كل يوم أيام الثورة دلني على ماما. (الحمد لله لم تنفجر فيَّ !).
أكثر هتاف أحبه هو "أرفع راسك فوق أنت مصري"، وقد رددته كثيراً جداً بأعلى صوتي كتحية العلم. فعلاً أحس أن رأسي تصل إلى النجوم.

أنا ارتديت اليوم فستان – عفواً ثوب! – جديد لونه وردي وأخضر وأزرق أحب الألوان إليّ)، مرسوم عليه ورد كثير جداً ( لا أدري كيف أقنعت ماما اليوم ألا تجعلني أرتدي طناً من الثياب، لأننا في الشتاء !) وارتديت حذاء بنفس ألوان الثوب ورابطة شعر لونها وردي وقلادة خضراء وخاتم أزرق.



أنا سعيدة! أشعر بالميدان من جديد! قابلت سمير وشادية ومرنا وتسنيم ومراد وصلاح عند النصب التذكاري كما اتفقنا. ولعبنا معاً كثيراً وتسنيم سبقتنا مجدداً (واااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااء !) وتعهدنا أن نلتقي كل عام يوم 25 يناير أمام النصب التذكاري ولكن صلاح، قال أن النصب التذكاري حتماً سيزال ويصنع آخر أقوى، لذلك فاتفقنا أن نتقابل عند صينية الميدان (شكلها صينية فعلاً ! ).

أنــا سعيـــــــــــــــــــــــــــدة !
أشعر بمصر معنا وتسمعنا وكما وعدتها سأزرعها، سأفي بوعدي وكل عام سأأتي إلى الميدان لأحدثها، وأخبرها بما حققته من أحلامي وبحجم نمو زرعتي الحبيبة.


إلى اللقاء يا ميداني ، إلى اللقاء يا دائرتي ! إلى اللقاء !

عزيزتي زرعتي مصر ،
أنا أحبك جداً ، وأشتاق إليك كثيراً .
أحياناً أشعر أنك تبتعدين عني، وأحياناً (خاصة وأنا في الميدان)
أشعر أنكِ قريبة جداً مني. ماما وبابا كانوا يسبونك كثيراً قبل الثورة، ولكني كنت أاحبك جداً وعندما بحثت عنك أيام زرعت زرعتي
في القطن كنت أود أن أثبت لماما وبابا أنه لا ذنب لكِ
في كل شئ سيئ يحصل لنا. أنا أحبك جداً جداً جداً جداً جداً جداً
وكل من في دائرتي يحبك مثلي ، مؤكد أنتِ تشعرين بنا أليس كذلك؟ الكل يقول أنك كأمه ، وكنا نهتف في الميدان
" مصر يا أم، ولادك أهم "
وأنا أشعر بكِ كماما مهمة جداً لي ومعي دائماً
حتى وأنت بعيدة عني ( طبعاً أنت لا تصرخي في وجهي !)
أعدك يا ماما مصر يا زرعتي الحبيبة
أن أعود إلى الميدان كل عام ومعي أنت تكبرين كل عام
برويي أنا ودائرتي لك .
أعدك أن تكوني سعيدة جداً مني
وألا تغضبي مني ذات يوم .
وكما وعدكِ صلاح ألا يلقي شيئاً على الأرض
(صلاح قال أنه وعدك كما وعد أمه)،
أعدك ألا أترك أحداً يلقي ورقة على أرضك بدون أن أعنفه
وأجعله يترك فعلته تلك التى تغضبك
أنا سأرويك حتى تكبري
وعدي هذا لن أخالفه أبداً – إن شاء الله –
ولأجل ذلك لن أترك أحلامي أبداً
(أستاذة بسمة قالت لي أن أحلامي هي الماء الذي يرويك).
أودعك الآن وسأعود في العام القادم إلى الميدان
وأنفذ وعدي لك، واعلم أنك لن تتركيني أبداً طوال العام.

ابنتك وحارستك
أحبـــك
يــا مصــر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق