( هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)
في القرون الوسطي ، كان رهبان أوربا يبيعون الجنة للمسيحيين و ومن لا يدفع لا يدخل الجنة (هكذا كانوا يقولون )، و كانت كلمة أيِ منهم تكفي لتكفير أي مواطن و في دول يسيطر عليها سطوة الدين كان هذا التكفير بمثابة قتل للفرد ، أن لم يكن قتل تسفك فيه دماؤه فعلي الأقل قتل يسفك فيه شرفه و مكانته.خطر ذلك ببالي في حوار مع أحد زملائي حول سطوة التيار الاسلامي و التكفير ، ثم عدت أفكر بالأمر بين الحين و الاًخر و بين تكفير و اّخر.
الفتاوي اليومية للتيارات الدينية التي تكفر تارة الليبراليين و تارة العلمانين و تارة اًخري حتي مانح الصوت الانتخابي لأي منهما ، تذكرني بصكوك الايمان الكنسية ، و لكن علي الأقل صكوك الايمان الكنسية كان يمنحها رجال الدين لا التيارات الدينية. الأزمة الحقيقية هي أن تتحول الانتخابات لفرصة مثلي للملاسنة والتي تنحدر الي الشرشحة بدلاً من حوار ، و صراع ألسنة بدلاً من صراع برامج.
أكثر ما يستفز في صكوك الايمان و أحكام التكفير ، و الطرد من الجنة أن مطلقوها يحاولون سرقة حق من حقوق الله-عز و جل- وحده و هو حق الاطلاع علي القلوب .من يملك شيء يحق أن يمنع اّخراً من دخوله، و لكن هل يعني هذا أنهم يظنون أنهم يملكون الجنة حتي يمنعون المنافسين من دخولها؟
صحيح أنه في كل أنحاء العالم قد ينتقد مرشح اّخر أو يهاجمه ، و لكن هناك فرق بين الهجوم الموضوعي و الهجوم -الشرشوحي-.لم نرَ حتي الاّن تنافس لبرامج ، لم نرَ مرشح يقول أن برنامجه أقوي من خصمه و أكثر تحقيقاً للتقدم ، لم نرَ اختلاف حقيقي في الرؤي ،بل لم نرَ رؤي أصلاً حتي الاَن .كل ما نراه هو ملاسنة كلامية طرف يقول "أنتم كفار" و يختم صك الايمان لاتباعه فقط و طرف يتشندق ليلاً نهاراً بالدولة المدنية و مستعد للتضحية بها ان ضمن مكاسب أكبرفي ائتلافات مع الاسلاميين. كل ما رأيناه حتي الاّن صراع ايديولوجي ،طرف لا يملك برنامج و يتخفي خلف شعارات دينية بلا برامج و طرف يكتفي بالصياح للدولة المدنية بلا برامج أيضاُ.
الخوف أن نصحو لنجد أننا لا نملك أي رؤية لمستقبل مصر ، و أي برنامج له رؤية للغد. الخوف أن نجد أنفسنا قد حبسنا داخل دائرة مغلقة . الخوف أن يقتصر المستقبل علي أيديولوجيات لا تكنولوجيات .الخوف أ ن يأتي يوم يسبقنا فيه العالم كله حتي الصومال و نحن مازلنا داخل الحلقة المفرغة نتلاسن و نكفر و نبيع صكوك الايمان بالصوت الانتخابي أو الموقف السياسي .
الخطوة التي يجب أن نبدأ بها هي ألا نعطي صوتنا لمرشح يوافقنا أيديولوجياً بدون أن يعطينا برنامج حقيقي نري فيه نهضة مصر. ألا نرشح مرشح لأنه اسلامي أو ليبرالي أو علماني و لكن لأن برنامجه له قيمة . لم ينجح العدالة و التنمية التركي ،و لا النهضة التونسي ؛ لأنهما حزبين اسلاميين بل لأنهما قدما برامج اجتماعية ،سياسية ، اقتصادية متميزة و بها رؤية حقيقية للعدالة و التنمية.
عندما يكون البرنامج هو أولويتنا حينها سنجبر الأحزاب و القوي السياسية أن تعطينا رؤية لا أيديولوجيا و سيدرك بائعي صكوك الايمان ، أن صكوكهم ليست السلعة التي ينتظرها المرشح و حينها لن تفيدهم صكوك الايمان أو أحكام التكفير بأي شيء ، و سيضطرون الي تقديم برنامج حقيقي أو الانزواء بحثاً عن تجارة اّخري غير السياسة.
في القرون الوسطي ، كان رهبان أوربا يبيعون الجنة للمسيحيين و ومن لا يدفع لا يدخل الجنة (هكذا كانوا يقولون )، و كانت كلمة أيِ منهم تكفي لتكفير أي مواطن و في دول يسيطر عليها سطوة الدين كان هذا التكفير بمثابة قتل للفرد ، أن لم يكن قتل تسفك فيه دماؤه فعلي الأقل قتل يسفك فيه شرفه و مكانته.خطر ذلك ببالي في حوار مع أحد زملائي حول سطوة التيار الاسلامي و التكفير ، ثم عدت أفكر بالأمر بين الحين و الاًخر و بين تكفير و اّخر.
الفتاوي اليومية للتيارات الدينية التي تكفر تارة الليبراليين و تارة العلمانين و تارة اًخري حتي مانح الصوت الانتخابي لأي منهما ، تذكرني بصكوك الايمان الكنسية ، و لكن علي الأقل صكوك الايمان الكنسية كان يمنحها رجال الدين لا التيارات الدينية. الأزمة الحقيقية هي أن تتحول الانتخابات لفرصة مثلي للملاسنة والتي تنحدر الي الشرشحة بدلاً من حوار ، و صراع ألسنة بدلاً من صراع برامج.
أكثر ما يستفز في صكوك الايمان و أحكام التكفير ، و الطرد من الجنة أن مطلقوها يحاولون سرقة حق من حقوق الله-عز و جل- وحده و هو حق الاطلاع علي القلوب .من يملك شيء يحق أن يمنع اّخراً من دخوله، و لكن هل يعني هذا أنهم يظنون أنهم يملكون الجنة حتي يمنعون المنافسين من دخولها؟
صحيح أنه في كل أنحاء العالم قد ينتقد مرشح اّخر أو يهاجمه ، و لكن هناك فرق بين الهجوم الموضوعي و الهجوم -الشرشوحي-.لم نرَ حتي الاّن تنافس لبرامج ، لم نرَ مرشح يقول أن برنامجه أقوي من خصمه و أكثر تحقيقاً للتقدم ، لم نرَ اختلاف حقيقي في الرؤي ،بل لم نرَ رؤي أصلاً حتي الاَن .كل ما نراه هو ملاسنة كلامية طرف يقول "أنتم كفار" و يختم صك الايمان لاتباعه فقط و طرف يتشندق ليلاً نهاراً بالدولة المدنية و مستعد للتضحية بها ان ضمن مكاسب أكبرفي ائتلافات مع الاسلاميين. كل ما رأيناه حتي الاّن صراع ايديولوجي ،طرف لا يملك برنامج و يتخفي خلف شعارات دينية بلا برامج و طرف يكتفي بالصياح للدولة المدنية بلا برامج أيضاُ.
الخوف أن نصحو لنجد أننا لا نملك أي رؤية لمستقبل مصر ، و أي برنامج له رؤية للغد. الخوف أن نجد أنفسنا قد حبسنا داخل دائرة مغلقة . الخوف أن يقتصر المستقبل علي أيديولوجيات لا تكنولوجيات .الخوف أ ن يأتي يوم يسبقنا فيه العالم كله حتي الصومال و نحن مازلنا داخل الحلقة المفرغة نتلاسن و نكفر و نبيع صكوك الايمان بالصوت الانتخابي أو الموقف السياسي .
الخطوة التي يجب أن نبدأ بها هي ألا نعطي صوتنا لمرشح يوافقنا أيديولوجياً بدون أن يعطينا برنامج حقيقي نري فيه نهضة مصر. ألا نرشح مرشح لأنه اسلامي أو ليبرالي أو علماني و لكن لأن برنامجه له قيمة . لم ينجح العدالة و التنمية التركي ،و لا النهضة التونسي ؛ لأنهما حزبين اسلاميين بل لأنهما قدما برامج اجتماعية ،سياسية ، اقتصادية متميزة و بها رؤية حقيقية للعدالة و التنمية.
عندما يكون البرنامج هو أولويتنا حينها سنجبر الأحزاب و القوي السياسية أن تعطينا رؤية لا أيديولوجيا و سيدرك بائعي صكوك الايمان ، أن صكوكهم ليست السلعة التي ينتظرها المرشح و حينها لن تفيدهم صكوك الايمان أو أحكام التكفير بأي شيء ، و سيضطرون الي تقديم برنامج حقيقي أو الانزواء بحثاً عن تجارة اّخري غير السياسة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق