الاثنين، 14 نوفمبر 2011

ساعات اّخري في القصر العيني

(هذا المقال يقلمي لا بقلم الطفلة)
قضيت ساعات اّخري في القصر العيني ليست لأقل ايلاماً من الأولي و لكن ربما هذه المرة وجعي مختلط ليس مجرد وجع مواجهة الحقيقة و لكنه وجع داخلي علي أمي و علي من حولي و علي نظرة من حولي لي فلتتحروا الحذر فربما حمل مقالي مشاعر خاصة لي ترسل مقالي بعيداً قليقلاً عن الموضوعية.
سأمضي و لن أترك تكراراً لما حدث قبلاً فقد اعتدته لن أذكر ثانية الشجارات مثلاً فقد اعتدتها ،لاحظت أني ككل البشر أملك قدرة علي التعود ، فمثلاً لاحظت أني تعودت علي عدم وجود صابونة في الحمام أو سقوط معظم الطلاء منذ مرات فاتت بالقصر....العيني. سأذكر أشياء جديدة ربما ليست جديدة فعلاً ربما ليست مختلفة و لكنها جرحتني.
احتاجت أمي الي سرير مرافق ، أرادتني بجوارها، متعلقة جداً بي .ذهبت لأسأل عن السرير فرفضوا و قالوا أني اما أن أحجز مقعد أو جناح ب600 جنيه .تعبنا و حاولنا اقناعهم بحجز السرير كما فعلنا في عمليات أمي السابقة و لكنهم رفضوا. و أشارت علينا ممرضة أن نذهب الي مدير الادارة العلاجية و نشرح له الأمر، و سنكتب ورقة طلب و لن يرفضها .طلبت منها ورقة و قلماً لأكتب الطلب ، فقالت لي عبارة فاجأتني ، ربما لن تفاجئكم و لكنها صدمتني :"خليك مصرية، و انزلي استأذنيه و لا تقولي أننا من أخبرك بأمر الطلب و هو سيجعلك تصعدين ثانية لتكتبي الطلب "، فسألتها و لماذا أليس ما تقوله قانوني؟ فقالت أنه يجب أن يقول بنفسه نعم أو لا أولاً و سألتني ألست مصرية قفلت لا فسألتني عن جنسيتي فقلت أني مصرية و لكن "صح لا خطأ"فقالت أنها لم تطلب مني خطأ و لكن ألا أقول أنها قالت لي كي لا أؤذيها. فنزلت الي مدير الادارة العلاجية مع جدي ، و تكلم جدي بطريقة مرهقة فأشفق عليه المدير ووافق علي السرير ، -ربما وافق عليه لأجل سن جدي و لو كنت طلبته أنا لربما كان رفضه-و طلب مني الصعود لكتابة الطلب فصعدت الي الممرضة ثانية و طلبت منها ورقة و قلماً فاحضرتهما لي ،أما ماحدث لي بعد ذلك فهو شجار أسري لا علاقة للمستشفي به ، و لكنه كان لأني رفضت أن يكتب خالي مكاني و رأيت هذا نوعاًَ من الخداع و التدليس و خيانة شرف القلم و طبعاً ك-موقف اجتماعي- وقف المدير مع الممرضات في صف خالي و جدي احتراماً للكبير -علي رأي المدير-، و مرة اّخري قالت الممرضة أن أسلوبي " أمريكي " جداً.
ربما يعد الموقف تافهاً و صغيراً و لكنه يكشف الكثير جداً ، نفاق ، بيروقراطية ، ربط بين القيم الاجتماعية و العمل لضرر العمل ، قرارت تتغيركل حين ، عدم نظام ، أشياء كثيرة غريبة ،ثم أخيراً تسمي مصرية، بختم النسر.
ذهبت لحجز الغرفة فوجدت الحاسوب عليه أقدم برامج حاسوبية ترجع للتسعينات !مما جعله يتعطل و يعطل حجزي للغرفة مرتين . حاسوب أكبر مستشفي حكومي في مصر ! ثم في النهاية عمل و حجزوا لي السرير .أما عن طعام المستشفي فأشك أنه يقف وراء الاسهال الذي حدث لأمي هناك ؛لأني أشك أن الاسهال الذي حدث لي في المرة السابقة كان سببه طعام المشفي .(أذكر أن عامل بالكافيتريا حذرنا من لحوم المشفي من قبل و قال مازحاً أنه لا يريد أن يطرد بسبب كلامه).
وأما عن عملية أمي فقد تأجلت لليوم الثاني علي التوالي ؛ أول يوم لأن الطبيب الذي حجزها لم يحجز لها المنظار !و ؛لأن المعامل لازالت تركب ، و اليوم الثاني لأنهم لم يعملوا لها أشعة صدرية بعد ( مع أنهم تركوا اليوم الأول فارغ) . و أغرب شيء أن أمي بقت لا تعرف الطبيب الذي سيجري العملية لمدة طويلة (نصف يوم) فقط تعرف اسمه!، اّه أعذروني ربما لم تكن لتعد مدة طويلة لي لو كنت مصرية فعلاً!
سأحاول ألا يحدث ذلك و لكن من يدري ؟ربما أعتاد هذه البيروقراطية و تخلف الأجهزة و عدم تقدير الوقت و لا المريض، ربما أعتاد النفاق و ربط العمل بالمجتمع ، ربما أعتاد التأجيل ، ربما أعتاد أشياء كثيرة كما اعتدت غياب الصابونة عن مشهد الحمام ، و ربما للأسف أعتاد أن أكون " مصرية " كما يريدون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق