(هذا المقال بقلمي لا بقلم الطفلة)
كان كل جمعة أو عيد يحمل لي مشهد مثيراً للاعصاب ،مشهداً يزيد من حنقي ، مشهداً يوقظ
داخلي تساؤلات .كنت أري الرئيس يصلي في التلفاز!
في البدايةكان الأمر غريباً ، و لكني سرعان ما تعودت عليه ،و صار أمراً روتينياً أعتاد رؤيته بدون أن يثير انتباهي ، و لكن يوماً ما أفقت و انتبهت الي غرابة المنظر! أجل المنظر غريب ، الرئيس يصلي في التلفاز!
كثيرون ربما يسألون ما الغريب و يقولون أنه شيء طبيعي ، و لكن كيف يكون شيئاً طبيعياً؟ كيف يصلي انسان أمام الكمرا و يعلم أن الملايين يشاهدونه ، حتي و ان كان ملاكاً ،ألن تلمح عيناه و لو لدقيقة الكمرا ؟ألن يفكر و لو لثانية بشيء غير الله سبحانه و تعالي- و رسوله- عليه الصلاة و السلام-؟ ألن تداخله و لو للحظة رغبة في ارضاء الجمهور؟
ثم بعيداً عن الرئيس ،ماذا عن الشعب؟ أليس من الخطر أن يرتدي الرئيس عباءة المتدين؟ أليس من الخطر أن يكون تدين الرئيس -علي الشاشة - معياراً له ؟ ألن يضفي هذا بعداً دينياً للرئيس كدور الخليفة ، و الخطر الأكبر هو أن يتحول البعد الديني لستار يخفي البعد السياسي للرئيس. أليس من الخطر أن يترقب المواطن صلاة الرئيس لا أعمال الرئيس؟
و ماذا عن الوطن؟ ماذا عن مدنية الدولة و علمانيتها ؟ ألا يمثل هذا خلطاً للدين بالسياسة؟ ألا يمثل هذا غطاءاً دينياً لمنصب رسمي؟ ألا يهدد هذا بظهور رموز سياسية تترقب الفرصة لخداع البسطاء و الصلاة أمام " الشاشة " بدلاً من تقديم برامج حقيقة و فكر حقيقي؟ ألن يقف هذا التقليد المنافق الذي يقف فيه المصلي أمام الله-عز و جل- من جهة و أمام الشعب من جهة اّخري حائلاً أمام ترشح المرأة أو غير المسلم للرئاسة؟
لا أريد للنفاق الديني أن يدخل في السياسة ، لا أريد للبسطاء أن يخدعوا بمنظر خاشع في الصلاة قد يكون خاشع شكلاً فقط ، خاشع لهم لا لله-عز و جل-. أريد صلاة صادقة من قلب مؤمن يراه الله -سبحانه و تعالي- و يطلع عليه ، وأريد عملاً سياسياً صادقاً و أميناً بدون نفاق و بدون تخفي وراء أستر دينية خادعة.هذا ما أريده و لذلك أرجو أن ينتهي هذا الطقس المنافق تماماً و ألا يظهر أي رئيس قادم لمصر و هو يصلي في التلفاز.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق